اعتقاد المسيحية:
تؤمن المسيحية بالقيامة, التي تتحد فيها الأرواح بالأجساد كما ورد في (يو 5: 28, 29), أما في الفترة ما بين الموت والقيامة, فتكون الأرواح في مكان انتظار. الأبرار في الفردوس (لو 23: 43) والأشرار في الجحيم أو الهاوية, كما قيل في قصة لعازر والغني (لو 16: 23).
ولا تؤمن المسيحية بتجسدات متعددة للروح بعد الموت, وحيوات متتابعة للإنسان.
كما ينادي بذلك علماء الروح حاليا وكما نادت بذلك الديانات الهندية والبوذية: وبعض الفلسفات مثل الأفلاطونية الحديثة والأوريجانية والفيثاغورية وغيرها..
بل أن تعليم الكتاب المقدس واضح في قوله:
وضع للناس أن يموتوا مرة, ثم بعد ذلك الدينونة (عب 9: 27).
وعبارة يموتوا مرة تنفي نظرية الحيوات المتتابعة التي ينادي بها أولئك الذين يقولون إن الروح البشرية بعد مفارقتها للجسد تعود إلي تجسد آخر متحدة مع إنسان آخر أو حيوان وربما تدخل تجسدات عديدة مرة كامرأة وأخري كرجل, مرة كطفل, وأخري كشيخ..!! تتجسد ثم تموت, ثم تتجسد مرة أخري وتموت.
الوجود السابق Pre-Existence:
الذين يؤمنون بهذا الفكر يؤمنون بما يسمونه الوجود السابق للإنسان, فالإنسان الموجود حاليا, كان له وجود سابق في حياة بشرية أخري وبنفس المنطق سيكون له وجود في حياة تالية, حينما يدخل في تجسد آخر ويسمون هذا بالعودة إلي التجسد.
العودة إلي التجسد Reincarnations:
وفي ذلك يقول كريشما في العودة إلي التجسد:
كما لو أننا نرمي ثيابا مستعملة, لنأخذ ثيابا جديدة.. نرمي الجسد المتهري, كي نلبس جسدا جديدا.
وتوجد كتب كثيرة عن عودة التجسد.
لعل من أشهرها باللغة العربية ما كتبه الدكتور رؤوف عبيد: في العودة إلي التجسد – الإنسان روح لا جسد – مفصل الإنسان روح لا جسد وهو في ثلاثة مجلدات.
كتاب العودة للتجسد تأليف عبدالعزيز جادو.
كتب الدكتور علي عبدالجليل راضي ومنها المسيح قادم – براهين حاسمة علي الحياة بعد الموت – أنت تحيا بعد الموت.
كتاب هل عشت قبل هذه الحياة تأليف رونالد هابارد وإعداد وتقديم وليد ناصف.
كتاب تناسخ الأرواح للأستاذ مصطفي الكيك.
الحياة بعد الموت ترجمة أحمد نذير السادات, عصام الشيخ قاسم.
كتاب جسد القيامة في جزءين للأستاذ سمير هندي.
أضواء علمية علي العالم الآخر – إعداد موريس شربل.
ونضع أمامك بالإنجليزية الكتب الآتية:
1- mark C.Aibrecht : reincarnation
2 – Robert A.morey : Renincarnation and christianity
3 – Sri Chinmoy : Death and Reincarnation
4 – Norman L.Geisler: The Reincarnation sensation
5 – Hans Ten Dam : Exploring Reincarnation
6 – Martha Knobloch : Reincarnation – The Gospel Truth.
7 – I am Wilson : Worlds Beyond
وما أكثر الكتب, ولكني أكتفي بهذا الآن. أما لو تعرضنا لاستحضار الروح والتنويم المغناطيسي, فهناك كتب أخري كثيرة. والعجيب أن غالبية الكتب بالعربية أو باللغات الأجنبية تتشابه في كثير من الأدلة والبراهين, مع الكتب التي يصدرها المهتمون بعلم الأرواح من بعض رجال الكنيسة أيضا حتي لتكاد تكون مدرسة واحدة!!
كثير من هؤلاء يتحدثون عن أوريجانوس كأحد أعمدة المسيحية في الاعتقاد بعودة التجسد.
ويقعون في أخطاء تاريخية وعقيدية كأن يسمونه القديس أوريجين أو سان أوريجين St. Origene ويهاجمون معارضيه. ومن ذلك مجمع القسطنطينية للروم الأرثوذكس الذي عقد سنة 355م.
يقولون إن أورجانوس نادي بالوجود السابق للروح, وبعودة الروح إلي التجسد, وكذلك ينسبون نفس الاعتقاد إلي آباء آخرين.
وبينما يري البعض أن عودة التجسد تكون عقوبة لأرواح انحرفت فنزلت لتتحد بأجساد أرضية كعقاب لها, يري البعض أن تكرار الوجود الأرضي مفروض علينا, لكي نتطور ونصبح سادة علي غرائزنا التي استعبدت جد الخليقة آدم وسلالته, وأن الفترة القصيرة لوجودنا علي الأرض لا تكفي للنصر النهائي علي الغرائز, لذلك أعطيت لنا مهلات أطول كثيرا تقطعها فترات نوم أعمق من النوم اليومي وكل نومة منها تسمي موتا.
هذا ما يقوله الدكتور رؤوف عبيد في كتابه في العودة للتجسد, ويضيف بأنه من الصحيح أن الوجود اللاحق يكون مصحوبا بنسيان كل وجود سابق (67), ويهاجم إنكار هذه العقيدة, بحجة أن العودة للتجسد, للتطور إلي أفضل, هي أسمي بكثير من التلويح بالنار الأبدية.
ومع ذلك يصرح بأن السواد الأعظم من رجال الاعتقاد قد وقف في الغرب في وجه انتشار هذا الاعتقاد بعودة التجسد (ص70).