تكلم الرسول بولس في كورنثوس الأولي3:5-13 يدعونا إلي العمل مع الله,لنعمل معا عملا واحدا هو في الواقع العمل الإلهي وفي هذا العمل كلنا لنا دور متساوو في قيمته بولس زرع وأبولس سقي,وكل واحد سوف يأخذ أجرته بحسب أمانته وإخلاصه وليس بحسب شهرته أو حتي نوع خدمته.
هنا يشبه الرسول بولس الخدمة بفلاحة الله وبناء الله ففي التشبيه الأول نري الدور الإلهي في النمو والإثمار,فالبذرة في ذاتها تمتلئ بالحياة وهذا يشجعنا لنزرعها,وأيضا نري الدور الإنساني في إعداد التربة ومعالجتها.
أما التشبيه الثاني فهو بناء الله الذي يحتاج إلي رسم تصميمات ثم يتبعه بحفر الأرض ووضع الأساس الذي هو الرب يسوع المسيح كلمة الله ودورنا فيه هو بناء الملكوت بالفكر الإلهي إننا جميعا عاملون مع الله وليس عند الله.ونحن أبناء وأحباء,أغصان في الكرمة الحقيقية,نخدمه بفكر الأبناء وليس الأجراء.فالابن علي استعداد أن يضحي لأجل الخراف أما الأجير فيهرب عندما يري الذئب مقبلا,نحن جميعا مدعوون لخدمة الله في هذا العالم نعمل كأبناء وفريق واحد مع الله كشركاء وملاك.عندما نخدم الله بهذا الفكر وهذه العقلية يتغير مفهوم الخدمة.
إن العمل مع ملك الملوك ورب الأرباب لهو امتياز وشرف عظيم إننا في مهمة سماوية وإنسانية بهدف خلاص العالم فنحن نسير في موكب النصرة معه,ذلك الموكب الذي لا يعرف الهزيمة فنحمل رائحة المسيح في كل مكان.
وهو أيضا مسئولية خطيرة فالخطية التي نحذر الناس منها هي مرض مميت.وهذا يستدعي نفوس جادة ثابتة مثابرة نحن نتقذ العالم مع المسيح ونبني ملكوت الله.
في إتمام هذا العمل علينا استخدام طريقته هو فطرقه مستقيمة هذا يعني أن نعمل معه بكل تواضع,أن نخلي ذواتنا مثلما فعل هو.أن نغسل أرجل الناس مثلما غسل أرجل تلاميذه.أن نهتم ليكون التغيير من الداخل وليس من الخارج,أخيرا أن نعمل معه بقدراته هو الخارقة للطبيعة وليست بقدرتنا المحدودة هو وحده يستطيع أن يفك قيود الشر والإدمان ويحرر من الأرواح النجسة,لقد وعدنا أن من يؤمن به سوف يعمل أعماله بل ويعمل أعظم منها.دعونا نعمل مع الله.