لو دققنا فى اسباب ما يعانيه الانسان من قلق و اضطراب تجد ان الاغلب الأعم لا يمرون بضوائق فى الوقت الحالى لكنهم يعيشون فى قلق على مستقبل غير مضمون فى تقلباته و حتى مهما استند الانسان على اى ضمانات يظل القلق دفيناً فى القلب لأن الكل على يقين ان اى قوى فى عالمنا هى ايضاً متقلبة غير مضمونة. و مع هذا كم تكون ممنوناً لو ان صاحب سلطة او جاه و نفوذ وعدك بأنه سيكون لك الرفيق و السند ، فيما لو احتجت بابه مفتوح لك متى شئت طرقت و متى دعوت استجاب, فما بالنا بوعد حرره لنا ملك يسوس الارض بكلمة من فمه, بابه مفتوح ليل نهار و لا وجود لحاجب يمنع او يسمح بالدخول, تدخل الى محضره متى شئت و بدون اى استعداد مسبق. كيف لا؟ ان كان هذا الشخص المهوب هو ابوك, فيا لفخرك و هنائك و اطمئنانك اياً كانت الظروف.
شاب من ابناء الكنيسة تعرض فى فترة تجنيده لمشكلة فطرق ابواب هذا و ذاك لعل أحداً يسمع لشكواه و لا مجيب, و فى لحظات حيرة قال لنفسه فى تمنٍ يائس: آه لو كان لى قريب فى هذا المعسكر و سرح بخياله فيما لو كان الأمر حقاً لانتهت المشكلة, ثم تمادى بخياله: آه لوكان لى قريب وزيراً ما كانت هناك مشكلة من الأساس, آه لو كان الرئيس يا ترى اى حياة سهلة كانت توفر لى. فجأة استيقظ من حلم يقظته على فكرة لمعت فى ذهنه فى لحظة و قال لنفسه: انا ابن الملك و رفع القلم و تناول طلباً من الطلبات السابقة المرفوضة و دون اسفل الورقة بخط منسق ينم عن هدوء و راحة بال كما لو كان قد وقع على كنز “قد علمت انك تستطيع كل شىء و لا يعثر عليك أمر” (اى 42 : 2). دون تلك الآية ثم سارت الاحداث بعد ذلك و كانت يد الله جلية واضحة امسكت بيمينه لتقوده خطوة بخطوة حتى النهاية لدرجة ان المحيطين به كانوا يتعجبون من تلك الاحداث المتضافرة كما لو كانت مرتبة بدقة شديدة.
يقول المرتل فى المزمور الخمسين و اية 15 “ادعنى فى يوم الضيق انقذك فتمجدنى” انه رقم تليفون النجدة السمائية 5015 , الحقيقة ان هذا الوعد على قيمته الثمينة جداً هو هبة مجانية مقدمة من الله لأولاده.