وما تعلمتموه وشلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في فهذا افعلوا وإله السلام يكون معكم (في4:9).
من المعروف أن كل شجرة تعرف من ثمارها, ولكن هذا لا يمنع من استثناءات فردية, فإنه بالرغم من أن الملك قسطنطين الكبير هو أول من جعل المسيحية ديانة رسمية للبلاد وعرف بأنه قسطنطين البار, إلا أن ابنه قسطنطينوس اعتنق تعاليم آريوس مما دعاه إلي نفي القديس أثناسيوس بعيدا عن كرسيه أملا منه أن يقيم بطريركا آخر بدلا منه -ذاك الذي أذاق الكنيسة عذابات كثيرة- فظل البابا أثناسيوس بعيدا منفيا لمدة ست سنوات, ولم يقف الأمر عند ذلك بل وضعوه في مركب في عرض البحر دون طعام أو شراب ظنا منهم أن في ذلك قضاء علي حياته, ولكن كلمات الوحي الإلهي كانت طعامه وغذاءه إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي (مز23:4), فسارت المركب بتدبير من الله في حراسة الملائكة إلي أن وصلت بعد ثلاثة أيام إلي مدينة الإسكندرية حيث استقبله المؤمنون بالفرح والشموع وأجلسوه علي الكرسي البابوي بدلا من البطريرك الآريوسي المزعوم.
من المعروف أن قديسنا- صاحب هذا التذكار- هو البابا العشرون في عداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, وهو بطل مجمع نيقية المنعقد في 325م لرفض بدعة آريوس.
نحتفل يوم الثلاثين من الشهر القبطي توت بتذكار هذه المعجزة, والأيقونة المنشورة تصور البابا أثناسيوس في زي البطريرك.
e.mail: [email protected]