فوق موائد المحرومين تستقر الأمنيات…تداعب النفوس المعوزة…تحتل صدور طالما أوجعها الاحتياج…تتعاظم كلما اقتربت الأعياد…يلوذ المحرومون بالأماني…يطوفون الأماكن ربما تمتلئ موائدهم بما يشبع حرمان ابنائهم….منهم من يجد ومنهم من تواجهه الأبواب المغلقة…وها نحن بعد أيام يأتينا عيد القيامة….متزامنا مع بداية موسم الصيف…والغلابة يقفون في طابور الرجاء فرادي…لكن ما من أحد منسيا في حضرة الله…وبينما يتصور البعض أنه سقط من كشوف الرعاية الإلهية….تنفتح الأبواب قبل أن ترسخ في وجدانه تلك المشاعر السلبية…ويسدد الله احتياجه وتستمر الحياة…ربما بصعوبة تسير لكنها علي أي الأحوال تسير…ضمن أولئك الذين تشككوا في السند السمائي كانت سيدة شابة…أرملة…كتبنا عنها منذ ثلاثة أعوام حينما رحل زوجها عن الحياة…ترك لها ابنين وابنة …زاد الحمل فوق اكتافها…فالولدين في كلية القمة…وتقوم هي بتدبير نفقات تعليمهم بالكاد….أما الفتاة ففي الثانوية العامة.
جاءت تشكو اقدارها وتقول:ظلمتني الحياة…لم اتفوه بكلمة واحدة حينما اختطف الموت زوجي وبقيت وحدي بلاسند أو أقارب…وتخلي الجميع عني خشية تحمل المسئولية المادية…لم اطلب شيئا من أحد…ساعدتني الكنيسة التي يخدم فيها ابنائي كثيرا…أما باب افتح قلبك فيتحمل نفقات التعليم…حاولت البحث عن عمل دون جدوي…صدمتني كل الأشياء…فقررت ألا ابحث مجددا…الولدان يعملان في فترة الصيف…لكن أثناء الدراسة مستحيل أن يعملا…أبيت الليالي باكية…لا أعلم كيف أدبر تكاليف المعيشة…وتمضي الأيام ثقيلة علي قلبي لكنها تمضي…فقط في الأعياد يعتصرني الألم…ففي كل مرة افيق علي أمنيات بسيطة لكنها مربكة…فكيف اعد لهم إفطار العيد؟!…ومن أين لي بنفقات تناسب متطلبات الأعياد سواء من ناحية احتياجات المنزل أو طلباتهم الشخصية؟!…اجدني حائرة من موسم لموسم تحملني الهموم…تتلقفني المواسم ولا اقاومها…فمن موسم العيد إلي موسم مصروفات الترم الجامعي…وبينهما مواسم المرض وفواتير الكهرباء الشهرية…مواسم طويلة ومواسم قصيرة لكنها مواسم تأتي بالأحزان أو بالأحري أنها مواسم الأحزان.
اعاتب الله في قلبي وأنا في ذروة الألم…لماذا يتركني للمعاناة؟لماذا لم أجد عملا؟لماذا سدت بوابات الخير أمامي بينما مفتوحة أمام النصابين والأفاقين والكذبة والمرتاحين وغير المحتاجين؟لمذا اتسول كل موسم طعام العيد وملابس العيد من البشر….واتسول معهما بهجة العيد من الله فلا يمنحني أياها؟لماذا واظل ارددها؟فلم يعد بوجداني إلا المرارة ولا بمشاعري إلا خلود الذل…لا احتاج منكم مالا وحسب لكنني احتاج مرفأ للراحة بعد أن أعياني السؤال…وشتت ثقتي الحرمان وكسرتني يداي الممدودة لكل من يستطيع…حتي أعبر بأولادي إلي بر الأمان…فهل من راحة وهل من سداد يرفعان عن كاهلي احمالا كادت تسحقني؟.
استمعت إلي الأرملة الشابة في هدوء احاول التأمل فيما تسأل عنه…احاول أن أجد تفسيرا أو إجابة مريحة…لكنني حقا لم أجد ردا يزيح أحجار الشك عن يقين الإيمان في نفسها…فالإيمان حالة مرتبطة بتراكم الخبرة مع يد الله في حياتنا…ومن هذا التراكم يعمل باب افتح قلبك وغيره من المنافذ التي يسخرها الله لخدمة الناس…تأملتها قليلا…تأملت دموعها المنسابة فوق وجنتيها…وعينيها الزائغتين لاتريدان مواجهة الحياة…فقلت لها:عن السداد فاطمئني لن نتخلي أما مرفأ الراحة فبلوغه يحتاج الثقة…النصابون والأفاقون والكذبة…ليسوا في حاجة إلي الله إذ اختاروا طريقهم وساروا فيه…والعبرة بالنهايات…اولئك هم المحرومون الحقيقيون لأنهم فقدوا قدرتهم علي الشعور بيد الله في حياتهم فسلكوا كل الطرق التي تمكنهم من الحصول علي ما تحصلين عليه أنت ولكن دون أن تنزلقي في مستنقع الشر…فأيهما أفضل؟أيهما الأكثر حرمانا من نعمة الله؟أنت أم هم؟ اعيدي ترتيب خبراتك بالله مرة أخري…لأن تسول البهجة منه خير من تسول البهجة من المغريات المبكيات…وما تعتبرنيه تسولا من الأخرين هو حق لك…ولا أقول هذا بمنطقالطبطبة أو تطيب الخواطر…ولا حتي بمنطق الكتب المقدسة التي تحثنا علي التراحم وفعل الخير…وإنما هذا هو الواقع لأن المجتمع يتجه يسارا…أي في اتجاه الاشتراكية وتكافل الطبقات المختلفة…باختصار يجب أن يتكافل الناس ليعيشوا سويا…فالدول ذاتها تتكافل وتقرض بعضها البعض وتعطي هبات ومنحا…افلا يستوجب ذلك تكافل الأفراد؟إنها المعادلة الثابتة في كل المجتمعات…ثقي أنك في اللحظة التي تؤمنين فيها أن التكافل ليس تسولا وأن ابنائك بعد سنوات قليلة سيقومون بنفس الدور تجاه معوزين آخرين…في هذه اللحظة فقط ستدركين أن الذل الذي يسكنك هو صنيعتك وليس واقعك فاستردي ثقتك بالله واصنعي لمستقبلك افاقا ارحب من احباطات الحاضر.
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
5000 جنيه علي روح المرحوم كريم ميلاد
1000 جنيه ديفيد بأسيوط
500 جنيه باسم بأسيوط
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه ماري حليم
650 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
5000 جنيه الصديق نشأت بأسيوط
1000 جنيه منك وإليك وطالبين شفاعة البابا كيرلس
5000 جنيه علي روح المرحوم كريم ميلاد
1000 جنيه ديفيد بأسيوط
500 جنيه باسم بأسيوط
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه ماري حليم
650 جنيه من يدك وأعطيناك يارب
5000 جنيه الصديق نشأت بأسيوط
1000 جنيه منك وإليك وطالبين شفاعة البابا كيرلس