لماذا يتزوج الفقراء؟ سألتني فتاة صغيرة لم تتجاوز العشرين من عمرها قائلة: لماذا نتزوج نحن الفقراء إذا كنا لا نملك أي شئ؟ لماذا نحاول تكوين أسرة وإنجاب فقراء صغار لهذه الحياة يتعذبون مثلما تعذبنا ويتألمون مثلما تألمنا… ويتسولون الحياة من كل قادر؟.
أجبتها هذه هي الحياة… قادر ومحتاج… غني وفقير… صحيح ومريض… الأصل في الحياة الستر والاستثناء هو الاحتياج لكن حينما تختل الموازين ويلف الفساد كل شئ في الوطن تصبح القاعدة هي الفقر والاستثناء هو الستر.
قالت الفتاة: حينما يصير والدي ضريرا ولا تنفق الدولة عليه إلا 385 جنيه شهريا معاش التضامن… حينما أكون طالبة في عامي الثالث في إحدي الكليات المحترمة… وصلت بمجهودي ولكنني لا أستطيع الذهاب يوميا لأنني لا أملك نفقات اليوم الدراسي من مواصلات وجبات وملابس وأحذية سيتم استهلاكها… حينما يتقدم لخطبتي شخص محترم ولا أستطيع إتمام الزواج وأكون حريصة علي التأجيل مرة وأخري حتي لا يفتضح فقري أمام عائلته لأنني لا أملك شراء حجرة النوم… ماذا يتبقي لي من أحلام وأنا مازلت في العشرين من عمري وليس لي سوي والدي الكفيف؟.
أجبتها: الفقر ليس فضيحة… الفضيحة الحقيقية لمن قصر تجاه الفقراء.
قالت: الفضيحة هي أننا تحت خط الفقر… الفضيحة أن أكون محتاجة لحجرة النوم فأذهب إلي الكنيسة التي تتولي أمري فتعطيني خمسة آلاف جنيه وأقل حجرة نوم وصل سعرها إلي عشرة آلاف… الفضيحة أنني أتسول ثمن ملابسي الداخلية وأنا لي حق في هذا الوطن… لست ثائرة… ولا أفهم في السياسة ولا أحاول حتي أن أفهم… كل ما أفهمه أنني ابنة هذا الوطن وعليه أن يوفر لي أبسط مقومات الحياة… فالكنيسة بالرغم من أنها تساعدنا بـ150 جنيه شهريا… وبعض الأشياء العينية إلا أنها ليست المسئول الأول عن إطعام الجائعين وسد احتياجاتهم… أنا لا ألوم من يساعد قدر طاقته لكنني ألوم كل مسئول في مكانه لم يشعر بعوز الغلابة… لم آت إليك اليوم لنناقش مسئولية الوطن… لكن لأنني مازلت أتسول استكمال تكلفة حجرة النوم وأدوات المطبخ وبعض ملابسي… إذ اتخذت قراري بإتمام الزيجة قبل بدء صوم القيامة المجيد.
قاطعتها: أنت لا تتسولين أنت فقط تطلبين احتياجك ونحن نفعل ما نستطيع لسداده… خففي عن نفسك أوجاع الكرامة الطاحنة التي تعتريك… خففي عن قلبك أحزان وهواجس تطيح بسعادتك… أفرحي.. جربي مرة أن تسرقي لحظات الفرح بين جبال الهموم… تسللي إليها وأقبضي عليها راحتيك لا تتركيها تفر… مازلت صغيرة ربما اختبرتي الحياة مبكرا لكن صدقيني تراكم الخبرات يصقل البشر… أفرحي بزيجتك… ثقي أن الحياة مراحل تحملنا إلي الأنفاق المظلمة تارة وترفعنا إلي فردوس الأحلام تارة… ومن مزيج العسل والمر نستقي كأس الحياة.
جاءني ردها عبر دموع هادرة تشق قلوب القساة: لست متمردة… أنا فقط يائسة… بعدما طفت علي الكنائس لكي أجمع احتياجات عرسي… من كل كنيسة حاجة… ولم أنجح في شراء كل احتياجاتي… عرسي علي الأبواب… أشعر بالحرج… أشعر بالخجل… أشعر بانطفاء فرحتي… ذهبت كرامتي وذهبت معها سعادتي بفرحة العمر… كثيرون يتزوجون بنفس الطريقة… ويمررون بنفس التجربة ويفرحون… لكنني لا استطيع أن أفرح هذه هي الحقيقة المرة… أنا حزينة… فرحتي مغموسة بالانكسار… وعرسي ملفوف بالمهانة.
خبريني إن كنت أبالغ وبعد أقل من عامين سأصبح محامية أقف أمم منصات القضاء… قد يأتي يوم أدافع فيه عن فقراء سرقوا لكي يشبعوا أبنائهم… كيف أقف مدافعة وأنا أشعر أنني من طبقة وأولئك الذين يحكمون بين الناس من طبقة أخري… أفكار تطحن رأسي ومشاعر تعتصر كل خلية في جسدي.
أصارحك نعم أنا مقهورة… أصارحك… نعم أنا مكسورة… أصارحك… أتمني لو أن الأرض تبتلعني الآن وألا أخرج من مكاني بعدما أفرغت ما بداخلي أمامك.
أجبتها: أحيانا نكون قساة علي أنفسنا… نتلذذ بجلد ذواتنا… نستعذب الآلام وننحني لها… هذه هي حالتك الآن…انفضي عن نفسك تلك المشاعر المريضة التي تسلبك سعادتك… انفضي الإحساس بالنقص والدونية ينتظرك مستقبل محترم. ومازلت صغيرة يمكنك تحقيق الكثير إن أردت وكانت لك عزيمة… تحرري من أفكارك السجينة لواقع حتما سيتغير… انزعي الانكسار فأنت أفضل من فتيات كثيرات لم تمنحهن الأقدار أي شئ لا تعليم ولا زيجة ولا حتي الستر وتقاذفتهن الحياة ففقدن كل الأشياء.
أنظري إلي من هن في ظروف أشد قسوة من ظروفك… خبئي الأمل في وجدانك وأرعي بذاره ليكبر مع عمرك ويمنحك الثقة والحكمة… كوني شريكة في صناعة الغد الأجمل في وطن يحتاج سواعدنا أغنياء أو فقراء… لديك مقومات تؤهلك لذلك فكوني هكذا… تعلمي أن تكوني ترسا في آلة صناعة الفرح… فغدا حتما أجمل من اليوم لمن في مثل عمرك… دوسي فوق الأرض وأغلبيها بدلا من أن تطلبي منها ابتلاعك… أنا علي ثقة أنك ستجبريها علي طاعتك فقط إن كانت لك العزيمة.
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
200 جنيه فاعل خير
1400 جنيه م. ش.ح
450 جنيها طالبة شفاعة العذراء والبابا كيرلس
600 جنيه علي روح المرحوم سمير رمزي
4000 جنيه طالبة شفاعة العذراء والأنبا أنطونيوس
200 جنيه ماري حليم
100 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه من يدك وأعطيناك
201 جنيه من العريش
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
200 جنيه فاعل خير
1400 جنيه م. ش.ح
450 جنيها طالبة شفاعة العذراء والبابا كيرلس
600 جنيه علي روح المرحوم سمير رمزي
4000 جنيه طالبة شفاعة العذراء والأنبا أنطونيوس
200 جنيه ماري حليم
100 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه من يدك وأعطيناك
201 جنيه من العريش
نشر بالخطأ الأسبوع الماضي
مبلغ1000 جنيه باسم سامح .أ.ش
والصواب من يد سيدة علي روح زوجها المنتقل
مبلغ1000 جنيه باسم سامح .أ.ش
والصواب من يد سيدة علي روح زوجها المنتقل