قصة أمير تادرس والد أغسطينوس الذي شفي من أعراض التوحد بعد سنوات حاول فيها والده علاجه, حتي قالت له الطبيبة: إن ما فعله مع ابنه يعد بمثابة معجزة, اهتم الكثيرون بمعرفة قصة أغسطينوس وخاصة الآباء ممن لديهم أطفال يعانون من مرض التوحد.
تحدثنا مع أمير تادرس لنتعرف من خلاله علي تجربته الرائعة مع ابنه, فقال: أغسطينوس هو ابني الكبير وحينما كان عمره عامين ونصف لم يكن يتكلم, وكان له حركات نمطية متكررة مثل حركات باليد أو بالرأس متكررة, كان لا يمشي ولكنه بيعمل حركات نمطية برجله ويكررها, وقمت في هذا الوقت بإلحاقه بحضانة تعليمية ليتعلم الحروف والأرقام والكتابة, وبعد التحاقه بها اتصلت بي تليفونيا إحدي المعلمات بالحضانة, وقالت لي: ابنك عنده مشكلة في التواصل بالعين.. وقالت لي: إن لديه أعراض من الإصابة بالتوحد, فهو لا يندمج مع باقي الأطفال أو يلعب معهم مثل أصحابه في الحضانة, وطلبت مني عرضه علي طبيب نفسي متخصص في الأطفال, وأنا لم أكن مقتنعا بأهمية هذا الموضوع وكنت معترضا علي الذهاب للطبيب.
واستطرد أمير: فضلت أن تشرح لي معلمة الحضانة أكثر عن التوحد وعن سمات ابني, وأخذت أغسطينوس وروحنا البيت.. وتحدثت مع زوجتي لأتعرف علي نظام اليوم بالنسبة لأغسطينوس أثناء تواجدي في العمل, وكان آنذاك يشاهد التليفزيون 4 ساعات متتالية, فطلبت من زوجتي أن تقلصها لساعة واحدة في اليوم ويتم تقسيمها لمرتين, وكنت لما برجع من شغلي اشتغل معاه علي التواصل البصري وبدأ يركز معايا تدريجيا وحينما أنادي عليه يرد عليا, ثم بدأت أحاول معه تقليل حركته الزائدة والمندفعة, وفي المدرسة قبل التقديم أكثر من شخص من المقربين نصحني بالذهاب لطبيب متخصص وبالفعل ذهبنا إلي الدكتورة غادة الدري بمصر الجديدة, وبعد أن أجرت له اختبار لقياس درجة التوحد لدي أغسطينوس, وطلعت نتيجة الاختبار 19, وهي درجة ليست بقليلة لكنها في المتوسط.
والدكتورة قال لي: أنت عملت معجزة مع ابنك, وعالجته بدرجة جيدة حيث تخطيت معه هذه المرحلة بشكل رائع وتخطيت مرحلة تدهور حالته بعلاجك له مبكرا.
والدكتورة قالت لي: إنه لا يحتاج لشئ وأن استمر في التعامل معه بنفس الطريقة وكان ذلك في عام 2007, واقترحت علي أن أقوم بإعطائه عقاقير أو البديل أن أقوم بتدريبه علي حركات معينة للحد من حركته الزائدة, وفي ذات الوقت رجحت الطبيبة عدم أخذ العقاقير.
ثم قدمنا له في المدرسة وفي المقابلة كانت حركته كثيرة جدا والمديرة قالت لي: إنها لا تستطيع قبول أغسطينوس بالمدرسة, فطلبت منها قبوله علي مسئوليتي ولو حصل أي شئ سأقوم بسحب أوراقه من المدرسة فورا, وبعد مرور 3 أسابيع وجدت المدرسة تريد أن تتكلم معي وقالوا لي: إن أغسطينوس لديه مشكلة.. فبكيت بكاء مرا وأنا في طريق عودتي من المدرسة.. وطلبت من الله أن يتدخل فلقد قمت بكل ما استطيع فعله, واستتجاب الله لطلبتي ففي اليوم الثاني وجدت مذاكرته وتحصيله أحسن بمراحل كثيرة. وبدأ يتحسن بالمدرسة, ومن وقتها 2008 وهو طبيعي بالمدرسة ولم يشتكوا منه ولم نذهب للطبية منذ 2007, ابني الآن عمره 11 سنة في خامسة ابتدائي بمدرسة صحاري للغات وهو طبيعي لا يعاني من أي أعراض للتوحد.