التعليم والتدريب والتأهيل غاية في الأهمية لكل شخص منذ سنوات عمره الأولي, وبالنسبة للأطفال الصم وضعاف السمع يزداد الاحتياج للدعم والمساندة بداية من البحث عن أسلوب للتواصل معهم من خلال لغة الإشارة أو ارتداء سماعة طبية وبعض المعينات السمعية حتي يستطيعوا الاندماج تعليميا ومجتمعيا ومن ثم في مجالات العمل المختلفة… جمعية الناردين للخدمات الاجتماعية أيقنت أهمية التعليم
والتعلم واكتساب المهارات للطفل الأصم أو ضعيف السمع, ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تقدم لهم الخدمات والدعم منذ سنوات عمرهم الأولي وحتي سن 19 سنة. ومن ضمن من حصلوا علي هذا الدعم من قبل الناردين كانت الطالبة أستيرة ميلاد شكر الله الحاصلة علي المركز الثاني علي مستوي الجمهورية في الدبلومات الفنية للصم وضعاف السمع في العام الدراسي 2020/.2021
تحدثنا إلي الدكتورة ماري إسحق ـ مديرة جمعية الناردين للخدمات الاجتماعية ـ مركز تأهيل الصم وضعاف السمع, وقالت: نعمل في جمعية الناردين علي دعم الأطفال الصم منذ عمر 5 سنوات وحتي 19 سنة, وذلك علي عدة مستويات, يأتي علي رأسها الجانب التعليمي, حيث نقدم للطلاب الصم وضعاف السمع من سن الحضانة وحتي الإعدادية مناهجهم الخاصة بهم في مدارس الأمل الحكومية, من خلال فصول بالجمعية تساعدهم في فهم كافة المواد الدراسية, وفي هذا المجال لدينا فريق عمل لديه خبرة طويلة. ولأول مرة هذا العام بدأنا دعم الطلاب الجامعيين من الصم وضعاف السمع, ومساعدتهم في متابعة المناهج الدراسية بالجامعة.
هذا بالإضافة إلي جلسات التخاطب التي نقدمها سواء للأطفال ضعاف السمع حتي يستطيعوا أن يسمعوا بعض المفردات ويحاولوا التحدث ببعض الأصوات ومخارج الحروف السليمة لمزيد من التواصل لهم, أو بالنسبة للأطفال الصم لمساعدتهم علي قراءة الشفاة.
علي الجانب الآخر تقدم الجمعية خدماتها للأشخاص الصم في الجانب المهني, حيث نوفر ورش نجارة وخياطة للفتيان والفتيات حتي يستطيعوا اكتساب مهارات تؤهلهم لسوق العمل وإيجاد فرص عمل ملائمة لهم.
وأضافت إسحق: لم نتوقف عند تنمية الجانب التعليمي والمهني فقط لدي الأشخاص الصم, بل قمنا بداية من عام 2019 بالعمل علي اكتشاف وتنمية المواهب الفنية لديهم, سواء في الرسم أو المسرح.
واستطرد إسحق: لم نغفل أهمية دور الوالدين والأسر, ونقدم لهم خدمات سواء بالنسبة للآباء والأمهات الأشقاء الذين ليسوا من الأشخاص الصم, ندعمهم من خلال تعليمهم لغة الإشارة بالمجان لمجرد وجود أبنائهم داخل الجمعية, وذلك لمزيد من التواصل بين الطفل الأصم وأسرته, بالإضافة إلي تقديم ندوات توعوية في الجوانب النفسية والتربوية.
وأكدت الدكتورة ماري إسحق أن جمعية الناردين تقدم خدماتها للأطفال الصم وضعاف السمع بمقابل رمزي, وفي أحيان كثيرة يتم إجراء حالة للطفل وإعفائه من المصروفات, ويتم استقبال الطفل وإجراء تقييم شامل له لبحث سبل دعمه تعليميا ومهنيا, ويتم التواصل مع الأسر والأشخاص الصم من خلال التواصل علي رقم تليفون 01281005031 أو من خلال صفحة موقع التواصل الاجتماعي ـ فيس بوك ـ وحدة تعليم الصم بالكنيسة الأسقفية.
تجدر الإشارة إلي أن وحدة تعليم الصم وضعاف السمع تأسست عام 1982م تحت مظلة الكنيسة الأسقفية, وشاركت بالعمل بهذه الوحدة كلير غايس عبدالملك استشاري تعليم ومدرب ومترجمة لغة الإشارة منذ 1982, ثم أصبحت الناردين بعد ذلك جمعية مشهرة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي تحت اسم جمعية الناردين النوعية برقم 4041 لسنة .1993