كنت أحب كثيرا أسلوب المحاضرين الذي يعتمد علي العصف الذهني قبل الدخول في الموضوع, وفي كورسات بالجامعة الأمريكية حول حقوق الإنسان عام 94 كنت استمتع بطريقة ميس آن بسؤالها الاستهلالي ماذا يتبادر
كنت أحب كثيرا أسلوب المحاضرين الذي يعتمد علي العصف الذهني قبل الدخول في الموضوع, وفي كورسات بالجامعة الأمريكية حول حقوق الإنسان عام 94 كنت استمتع بطريقة ميس آن بسؤالها الاستهلالي ماذا يتبادر إلي ذهنك عندما تذكر كلمة كذا؟ وتكون كذا هي موضوع المحاضرة أو الموضوع الذي سيتم مناقشته سواء الحرية أو الكرامة أو الحقوق وغيرها.. ونهجت هذا النهج فيما كنت أقدمه بعد ذلك في ورش العمل أو الدورات التدريبية والآن كلما قرأت عن قضايا ازدراء الأديان في مصر تقفز إلي ذهني سريعا كلمة ازدواجية فجأة أصبح المسيحيون تحت ميكرسكوب ازدراء الأديان وأصبحوا المتهمين الأكثر في هذا الازدراء!!… فأطفال مابين التاسعة والعاشرة يلقون في الحجز بتهمة تمزيق المصحف في قرية مجهولة بالصعيد, ومدرسة مسيحية للمواد الاجتماعية في أقاصي الصعيد تجرجر إلي القسم ببلاغ من أحد التلاميذ الـ 40 بالفصل بتهمة ازدراء الدين الإسلامي.
وعلي النقيض نجد من يمزق الإنجيل في وسط العاصمة أمام السفارة الأمريكية وعلي مرأي من الآلاف لم ينله شيئا ولم يعتبر مزدريا بالأديان أو مثيرا للفتنة الطائفية بالرغم من خروج من يمزق إنجيلهم متضامنين معه ضد الإساءة إلي دينه.!!
كم من التعليقات الإلكترونية علي المواقع المختلفة تسب المسيحية والمسيحيين بأفظع الألفاظ دون أن يعتبر ذلك ازدراء للأديان وفي المقابل يعتقل من قام بنشر المسيء للرسول!
في كل ذلك لا أؤيد هؤلاء ولا أولئك… وفي لقاء جمعني مع نيافة الأنبا روفائيل قال إننا لا ينبغي أبدا أن نجرح في عقيدة أحد أو نهينه في معتقداته ليس من قبل الكياسة ولا الدبلوماسية وإنما لأن مسيحنا لم يعلمنا ذلك ولأن من يريد أن يحافظ علي الإنجيل المعاش بالأعمال.
لكن فقط أريد أن أعرف : هل قانون تجريم ازدراء الأديان يخص الدين الإسلامي فقط أم أنه كما يعبر منطوقه عن ازدراء كل الأديان؟.. أم أنه قانون للتنكيل أو التلكيك بطريقة قانونية أم أنه سلاح قانوني المظهر في يد السلطات للقمع وللإزلال؟
الازدراء والازدواجيةكلاهما مرفوضان … وقوة القانون تكمن في أن يكون سيفا علي الجميع سواء.