الشعور بحرارة الجو وبرطوبته العالية زاد حدة بسبب التهاب المشهد السياسي, والكل يكاد يكتم أنفاسه رغم الهم الجاثم علي صدره, خاصة وأننا ضربنا كعادتنا نموذجا منفردا في إعلان نتائج انتخابات الرئاسة قبل أن تعلن رسميا
الشعور بحرارة الجو وبرطوبته العالية زاد حدة بسبب التهاب المشهد السياسي, والكل يكاد يكتم أنفاسه رغم الهم الجاثم علي صدره, خاصة وأننا ضربنا كعادتنا نموذجا منفردا في إعلان نتائج انتخابات الرئاسة قبل أن تعلن رسميا من الهيئة العليا للانتخابات.. تذكرت رفض أبنائي أيام الدراسة إعلان نتيجة الثانوية العامة علي أصدقائهم حال إحضارها من الكنترول إلي أن يطمئنوا إلي أنها أصبحت رسمية ومعلنة من الوزارة خشية ما قد يتعرضون له من إحراج إذا ما اختلفت عن النتيجة الرسمية!!
حتي لحظة كتابة المقال لم يعلن من سيكون الرئيس المنتخب بصفة رسمية ولكنك عزيزي القارئ تقرأ الآن المقال بعد الإعلان الرسمي ولابد أن نقبل بالنتيجة لأنها نتيجة الصندوق الانتخابي, ولو ظللنا نشكك في كل إجراء لن نظل فقط محلك سر بل سنرجع إلي الوراء ونخسر الكثير والكثير.. الحقيقة أن الرئيس ليس هو كل شئ في تقدم الشعوب, فالشعب هوالباقي وهو الطاقة الحقيقية.. ما سجله التاريخ للشعب المصري أنه مهما صبر علي الظلم فإنه لا يستكين ولا يستسلم, وأوقات انفجاره مدوية, وهذا الدرس يدركه كل رئيس مصري قادم لأن عقارب الساعة أبدا لا تعود إلي الوراء.
وكما يقول الأطباء إن ما يصاب به المواطن المصري من أمراض لا تقارن بما يتعرض له من تلوث, ويوصف بأن معدته تهضم الزلط فإن الشعب المصري يستطيع أن يهضم الحالة السياسية التي يمر بها ويعصر رؤسائه بأنزيماته الوطنية وتركيبته الشعبية الخاصة, لا لكي يفتك بهم, وإنما ليجعلهم مفيدين لحياته مهما طالتهم الشوائب, ولأن المرأة المصرية شريك رئيسي في نسيج الشعب المصري, فنضع أمام رئيسنا المنتخب أن يلتزم بما تعهد به أمامها في حملته الانتخابية ولا ينسي-أيا من كان الرئيس- أن أصوات النساء كانت الأعلي في وصوله لحكم مصر فلا يغيب عنه أنها الكتلة التصويتية الأعلي في إحصائيات الصندوق الانتخابي.. وليحذر الرئيس من الاستهانة بحقوق المواطنة الكاملة للمرأة المصرية.. فالمرأة لن تقبل منطق الاستجداء بعد ومن حقها أن تصل للمناصب القيادية حتي أعلي صورها ومن حقها أن تشارك في صناعة القرار وألا يكون وجودها لذر الرماد في العيون وإنما وجودا حقيقيا فاعلا بمعايير الكفاءة.
وليتذكر الرئيس أن المرأة المصرية لن تقبل أن تعود إلي عصر الحريم ولا أن تجلس وراء المشربيات فهي شريكة الوطن والثورة التي رفعت شعار العيش والحرية والكرامة الإنسانية.