تنفست الصعداء عندما قرأت أن مجلس الشعب سيختتم دورته البرلمانية ليتفرغ لانتخابات الرئاسة..فمنذ انطلاق جلسات المجلس والمرأة والفتاة المصرية تخسر حقا تلو الآخر..ولو لم يقر ذلك قانونا إلا أنه يعيد الجدل لقضايا
تنفست الصعداء عندما قرأت أن مجلس الشعب سيختتم دورته البرلمانية ليتفرغ لانتخابات الرئاسة..فمنذ انطلاق جلسات المجلس والمرأة والفتاة المصرية تخسر حقا تلو الآخر..ولو لم يقر ذلك قانونا إلا أنه يعيد الجدل لقضايا ظنناها حسمت لصالح المرأة ليس لكونها نوع وإنما ككونها إنسانة ومواطنة أصيلة والحفاظ علي حقوقها وكرامتها بند أصيل من حقوق المجتمع وليست انتقاصا من حقوق النوع الآخر بأي شكل من الأشكال.
فطرحت مشروعات قوانين عن تخفيض سن الزواج إلي 14 سنة للبنت فأصبحنا نسعي إلي تشريع زواج الأطفال!!! ولامانع أن يحرموا من طفولتهم وتعليمهم وأن يؤسسوا أسرا آيلة للسقوط أو يرفعون أكثر وأكثر من نسب موت الحوامل أو حديثي الولادة ..كل ذلك ليس شيئا طالما أن البنت بيولوجيا وصلت إلي البلوغ !!!.
ثم يهل علينا المجلس بمشروع قانون إلي تخفيض سن الحضانة لتنتزع الطفلة من حضن أمها الحاضنة إلي أعتاب بيت زوجة أبيها !!.
والكارثة السوداء السعي في أروقة البرلمان إلي إلغاء القانون الذي يجرم ختان البنات واعتباره حرية شخصية للأهل, أو كما يري الطبيب, وكأنه مرضا علي الرغم بأن كل مناهج كليات الطب خالية من ختان البنات ولايعلم عنه الأطباء أكثر مما تعلمه الدايات !!.
والحجة أنها قوانين سوزان مبارك والعهد الفاسد!! وكأننا مصرون علي هدم المعبد علينا وعلي أعدائنا!! ونسقط من حساباتنا جهود منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية التي بذلت جهدا طويلا وشاقا لحماية البنت من تشويه أعضائها التناسلية وإهانة جسدها وكسر نفسها.. وقد لايعلم الكثيرون أن منظمات المجتمع المدني كانت تمثل الجبهة المعارضة للحكومة وفي المحافل الدولية كانت الحكومات تقدم تقاريرها الرسمية عن أي قضية بينما تقدم الجمعيات الأهلية تقارير أخري تكشف القصور وكان لها القدر الأكبر في المصداقية… وهذه الجمعيات(المشاغبة) مع الحكومة هي التي تبنت التوعية بخطورة ختان البنات وعندما نضجت خبرتها ركبت سوزان مبارك الموجة المجتمعية لتتشرف بالإنجاز…
ربما لايعلم الكثيرون أيضا أن هناك قري في أقصي الصعيد قاطعت ختان البنات بعد جهود التوعية مثل قرية البرشا في المنيا قبل أن تنطق سوزان بكلمة عن القضية وقبل أن يشرع القانون المجرم للختان بأكثر من 15 عاما فهي احتياج مجتمعي وليست ديكورا اجتماعيا, ولكن يبدو أن الثورة – في مفهوم المتطرفين والبرلمانيين المتشددين – قامت لترجع بالبنت إلي العصور الجاهلية.. وربما نسمع قريبا عن تشريع لوأد البنات!!!!