افتقاد الخيال السياسي الذي يتوقع ردود الأفعال للقوي السياسية الفعالة في المجتمع إزاء قرارات معينة, قد يؤدي إلي هبوط شعبية إحدي القوي السياسية, وهذا ما حدث مع حزبي الحرية والعدالة والنور في قضية تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.
ولم يقتصر الأمر علي هبوط الشعبية وافتقاد المصداقية في الشارع لكن تجاوز ذلك إلي هزيمة نكراء من خلال حكم تاريخي لمحكمة القضاء الإداري, أعاد الأمور إلي نصابها الصحيح مؤقتا.
وليت العقلاء من حزبي الحرية والعدالة و النور يستوعبون الدرس جيدا في الانتخابات الرئاسية القادمة, حتي لا يقعون في خسائر أفدح وأخطر, ويبدأ انحسار التيار السياسي المغلف بالمرجعية الدينية في الشارع المصري.
ومن الناحية الأخري, علي التيارات السياسية المدنية أيضا أن تستوعب الدرس جيدا, فيكون اتحادها وتوحيد صفوفها سبيلا إلي فوزها في الانتخابات الرئاسية القادمة, التي يتصارع عليها ثلاثة تيارات سياسية : التيار الديني, والتيار المدني الليبرالي, وما يطلقون عليه التيار الذي له الخلفية العسكرية ويمثله الفريق أحمد شفيق.
ولعل ما طرح عن تشكيل فريق رئاسي يضم كلا من عمرو موسي وحمدين صباحي وهشام البسطويسي وخالد علي.. وإمكانية تحقيقه علي أرض الواقع.. يشكل بداية تحتاج إلي جهود وتقييم لتبين إمكانية نجاحها علي أرض الواقع.. فكيف ستسير الأمور؟