جاءت إجازة نصف العام التي ينتظرها أبناؤنا بفارغ الصبر كي يلتقطون أنفاسهم من عبء الاستذكار حيث قضاء أوقات سعيدة في الخروج واللهو, ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالأوضاع الراهنة التي نعيشها من مظاهرات ننادي بالتغيير ومن ثم إسقاط النظام حالت دون تحقيق آمال استمتاع أطفالنا بالإجازة ليعيشوا حالة من الاضطراب والارتباك ولاسيما من خلال حبسهم في المنزل دون الخروج منه بقرار حظر التجول…
تري ما حال أطفالنا وسط هذه الأحداث وكيفية تعامل الأهل مع الأبناء حتي لا يتأثرون نفسيا؟
الإجازة..ضوء أخضر لأطفالنا
يقول د.غريب عبد السميع أستاذ علم الاجتماع جامعة حلوان: بالطبع ينتظر كل طفل الإجازة ليقضي وقته بطريقة مختلفة عن باقي أيام السنة الدراسية بعيدا عن جو المذاكرة والامتحانات لينطلق بحرية في اللعب والخروج لأماكن غير معتادة يجد فيها كل ما يريح نفسه سواء كان مع أسرته أو أصدقائه أو جيرانه, وكانت المفاجأة هذا العام صادمة بشكل كبير بالنسبة لأطفالنا حيث حرمان عدد كبير منهم من تحقيق ما كان بمخيلتهم وفيما رسموه لاستغلال أوقاتهم للاستمتاع بالإجازة نتيجة للظروف التي تمر بها حاليا لذا تجدهم في حالة نفسية سيئة مضطربة حينما يعجزون عن تفسير ما يحدث ليشعروا بأن آباءهم يقفون عقبة في طريقهم ويحرمونهم من أبسط حقوقهم وهي الاستمتاع بالإجازة التي تمثل الضوء الأخضر في حياة أطفالنا الصغار لتعطيهم الراحة ومن ثم استقبال فصل دراسي جديد بعزيمة وإرادة قوية.
للأهل دور في اجتياز المحنة
ويذكر د.سمير عبد الفتاح-أستاذ علم النفس جامعة عين شمس أن أطفالهم محقون في هذا الشعور لكونهم لايدركون الصورة كاملة فيما يحدث حولهم, فالطفل الصغير همه الوحيد الانطلاق والخروج والاستمتاع بأوقات طيبة وبالتالي إن لم يتفهم الأهل طبيعة أطفالهم وما يحتاجونه ومن ثم المحاولة لتعويض ذلك الفقد وإزالة ما يعكر صفو أبنائهم من فرصتهم بالإجازة فإن الأمر سيتخلله مشاكل عديدة ولاسيما معاناتهم من اضطرابات نفسية قد تتضح بصورة أكبر في المستقبل.