تري ما هي صورة المرأة المصرية في مجلات الأطفال؟ هذا ما بحثت فيه نيرمين أحمد السيد في دراستها للحصول علي درجة الماجستير من معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس, حيث تري في دراستها أن الدستور المصري قد كفل للمرأة المصرية حقوقها وأعطاها لها كاملة بعد أن ظلت لعصور طويلة حبيسة الجهل والأمية.
وأشارت الباحثة إلي اقتحام المرأة المصرية لمجالات العمل المختلفة والمتعددة حيث نراها في منصب وكيل النيابة الإدارية والمهندسة والطبيبة وسيدة الأعمال والتاجرة, وغيرها من المهن التي أثبت كفاءتها فيها.
وتلخص المشكلة البحثية للدراسة في السؤال التالي: إلي أي حد انعكست الاتجاهات والتغيرات الحديثة في مجالات نشاط المرأة علي مجلات الأطفال مما يكسبا الأطفال الأنماط والمفاهيم الجديدة المتعلقة بالمرأة ودورها في المجتمع؟ وتهدف الدراسة إلي التعرف علي الأوضاع الراهنة لمكانة المرأة كما تظهر في مجلات الأطفال ومعرفة المشاركات المتاحة للمرأة في شكل ومحتوي مجلات الأطفال, وكذلك التعرف علي مدي مسايرة مجلات الأطفال للاتجاهات الحديثة المتعلقة بالمرأة, وهي الأدوار الحديثة التي جاءت نتيحة للتطور العلمي والاقتصادي والاجتماعي, وكذلك كان من أهداف الدراسة التعرف علي الأشكال الفنية المستخدمة في تقديم صورة المرأة, ومعرفة أهم الصفات الإيجابية والسلبية التي تظهر بها المرأة علي صفحات المجلات.
وترجع أهمية الدراسة إلي الارتقاء بالصورة الذهنية لأدوار المرأة لدي الطفل, وإلقاء الضوء علي الأدوار الجديدة للمرأة والتي كانت مهملة في العقود الماضية في مجلات الأطفال, وتطوير أدوار المرأة في مجلات الأطفال بما يتناسب مع أدوراها الحالية في المجتمع.
واعتمدت الدراسة علي عينات من مجلتي سمير وعلاء الدين علي مدار العام.
وكانت أهم نتائج الدراسة هي احتواء مجلة سمير علي نسبة 6% صور ورسوم المرأة أما صور ورسوم الرجل فقد احتلت نسبة 38.38% واحتلت صور ورسوم المرأة في مجلة علاء الدين نسبة 9.2% بينما كانت صور ورسوم الرجل 8.28%, كما احتوت مجلة سمير علي نسبة 8.5% لموضوعات المرأة في مقابل 7.46% لموضوعات الرجل في حين كانت نسبة مجلة علاء الدين لموضوعات المرأة هي 1.3% مقابل 2.34% لموضوعات الرجل, وجاءت المرأة كربة منزل في الترتيب الأول في مجلتي سمير وعلاء الدين وتلاها في الترتيب الثاني المهن التعليمية.
وحول مدي تأثير مجلات الأطفال علي الصورة الذهنية للمرأة سألنا الأستاذ الدكتور ثروت فتحي رئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة لتستقصي وتكشف عن صورة المرأة في المجتمع في الوقت الحاضر والمستقبل, فقال: كثير من مجلات الأطفال تولي اهتماما مكثفا وأكبر بالرجل عموما سواء كان طفلا أم رجلا ما تعطيه للمرأة سواء كانت سيدة أم طفلة, وكذلك فإن معظم صور المرأة تقليدية ونمطية سواء كانت ربة منزل أو أما زوجة أو أختا أو ابنة وتقل هذه الصورة إلي حد كبير عند التطرق إلي ذكر المرأة كعاملة في المجتمع وتبؤها لمناصب مثل المهندسة أو الطبيبة أو السفيرة أو الوزيرة أو القاضية أو المخترعة وكذلك التاجرة وغير ذلك من المهن, وذلك يعكس بما لا يدع مجالا للشك نظرة المجتمع للمرأة فلا تزال صورة المرأة بها قدر من التشويش لدي أعداد كبيرة من الرجال..
من جهة أخري أوضح الدكتور ثروت أنه عادة تنسب إلي الرجل الصفات والأدوار الإيجابية وتنسب للمرأة الصفات والأدوار السلبية حيث تظهر المجلات جانب الضعف وعدم الاستقلالية في إبداء الرأي أو اتخاذ القرار, وأضاف أن الأمر لا يختلف كثيرا في مجلات الكبار بل تزداد صورة المرأة سوءا ويظهر التحيز ضد المرأة..
إلا أنه يري أن الصورة المستقبلية ستتحسن كثيرا مع تقدم المجتمع, ومع حصول المرأة علي المزيد والمزيد من الفرص واختراقها لمجالات عمل أكثر لايزال يسيطر عليها الرجل حتي الآن, وأضاف أن تغلغل المرأة إلي مناطق وضع القرار سيمكنها من تحسين وضعها في المجتمع..
ومما سبق يتضح أن المرأة لم تأخذ نصيبها الإعلامي الكافي لبيان مكانتها وأهميتها سواء في مجلات الأطفال أو الكبار, ومازال في مقدور المرأة أن تصنع المزيد والمزيد لإثبات قدرتها علي العطاء في كافة المجالات وبتميز.