التقارير الصحفية الإسرائيلية التي أعلنت عن قيام الحكومة المصرية بالبدء في بناء سياج معدني فولاذي-يمتد من10إلي11كيلومترا وبعمق 18مترا تحت الأرض علي طول الحدود المصرية مع قطاع غزة,ويستغرق بناؤه 18شهرا-أثارت الكثير من الأحاديث حول السبب الحقيقي منه,هل هو للقضاء علي أنفاق التهريب؟ أم محاولة للضغط علي حركة حماس من قبل الحكومة المصرية.
وذكرت التقارير الصحفية أن هناك المئات من الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس لنقل الأسلحة والمتفجرات وأن الجدار الفولاذي سيعمل علي القضاء عليها خاصة وأنه يستحيل تفجيره أو صهره أو اختراقه.
وقالت وزارة الخارجية المصرية علي لسان متحدثها الرسمي السفير حسام ذكي إن الحديث حول هذا الأمر سابق لأوانه وإذا كانت مصر ستقيم جدارا عازلا لن تعمل في الخفاء وستعلن عنه.
وأشار الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلي أن حركة حماس تتلاعب بمصر وأن الوضع العالمي مريح بالنسبة لها لضمان سهولة نقل الممنوعات والأسلحة والمتفجرات والنقود إلي القطاع عن طريق الأنفاق التي يفرضون رسوما عليها وأصبحت تجارة رائجة وتحقق لها الاكتفاء الذاتي,مضيفا أن عدد الأنفاق بلغ ما يزيد علي 400 نفق.
وأضاف جاد أن الحكومة المصرية لا تستطيع أن تحكم السيطرة علي الحدود المشتركة مع قطاع غزة والتي تبلغ حوالي14 كيلومترا,خاصة وأن التواجد الأمني المصري يبلغ 750 جنديا فقط وغير مسموح بزيادة هذا العدد إلا بعد موافقة إسرائيل.
وأكد جاد أن الجدار الفولاذي لايتم في إطار صفقة الإسرائيليين وإنما هو رسالة لحركة حماس لزيادة التعاون في القضايا المختلفة وأن هذا السياج تم صنعه في الولايات المتحدة الأمريكية في إطار التعاون بين البلدين بعد أن تمت دراسة التربة في منطقة الحدود,وهو غير قابل للتفجير أو الصهر,مؤكدا أن حماس تعيش الآن مرحلة صدمة قوية بعد سماعها هذا الأمر,إلا أنها لا تستطيع أن تقول شيئا خاصة وإن مصر تعمل داخل حدودها.
ومن جانبه اختلف سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع مع الرأي السابق قائلا:حتي لو أن هناك أنفاقا والحكومة غير قادرة علي كشفها فإن هذا الجدار سيكون حائطا معنويا قبل أن يكون حدوديا,لأن الحدود بين الدول يجب أن تكون مفتوحة وأن يكون العبور سهلا في حدود الضوابط الخاصة بكل بلد.
وأشار عبد العال إلي أنه لا يوجد في العالم حدود بين بلد وآخر عبارة عن جدار خاصة وأننا لسنا في حرب مع الفلسطينيين مؤكدا أنه إذا تم بناء مثل هذا الجدار سيكون حائطا أمنيا في المقام الأول وليس للقضاء علي الأنفاق فقط وإنما للضغط علي حركة حماس.