اشتعال نار الأسعار كان حديث كل بيت إلي أن أصبح سبب الخرس في كل أسرة!!فالوجوم يسيطر علي الوجوه والألسنة تعجز عن التعبير عن مدي السخط والاستياء من التهاب الأسعار, فالتزايد المستمر يكاد يكون فوق استيعاب الأسرة المصرية, فإذا عاودت لشراء سلعة اشترتها من يومين فقط ستفاجيء أن سعرها ارتفع, فإذا سألت البائع يقولده كان من يومين!!..وكأنه من سنتين!!
عندما كانت الأسعار ترتفع بعد العلاوة السنوية كانت الناس تصرخ بأن الأسعار التهمت العلاوة أما الآن-في غصون الثلاثة أشهر الأخيرة-فالأسعار تلتهب والمرتبات علي حالها…حتي أن الذهول أصاب كل أسرة.
لم تعد هناك وجبة رخيصة تستطيع الأم أن تعدها لأبنائها ونصبرها بأنها وجبة متكاملة رخيصة الثمن. فمثلا إذا فكرت الأم أن تعد أكلة مكرونة ستتكون من كيلو مكرونة وكيلو طماطم وطبق السلطة..فكم تتكلف والمكرونة بخمسة جنيهات من الأنواع العادية, وكيلو الطماطم بجنيهين فقط,كيلو خيار 4 جنيهات أي إحدي عشر جنيها دون حساب سعر الزيت أو الغاز!!أما إذا فكرت أن تكون مدبرة وتعد أكلة باذنجان مقلي فالباذنجان ثمنه 4 جنيهات للكيلو وإذا كان من النوع الذي يشرب الزيت فإنها كارثة لأن سعر كيلو زيت القلي بـ11 جنيها.
وإذا تهورت لتعد وجبة كشري لأسرتها فإن سعر العدس تسعة جنيهات ونصف وسعر كيلو الأرز أربعة جنيهات وسعر الحمص سبعة جنيهات والمكرونة والزيت…والطماطم….إلخ.
حتي الفول والفلافل لم تعد وجبة اقتصادية فالنار أصابت أسعارها حتي تضاعف الأسعار!!
بالله عليكم وماذا تأكل الأسر المصرية المستورة الحال-أقصد التي كانت هكذا؟!..فإنها إذا اكتفت بالعيش الحاف لن تستطيع الصمود, لأن المدعم منه يحتاج إلي تفرغ كامل للحصول عليه أو تسرب الأبناء من المدارس للوقوف في طابور العيش والمطروح منه علي الأرصفة!!أصابه جنون السعر وانقراض الحجم.
إنها الأسعار وقت كتابة المقال ولانعلم كم وصلت عندما أصبحت الجريدة بين يديك!!..إنها كارثة تهدد الأمن القومي…والمذهل أنهم يدرسون رفع الحد الأدني للأجور إلي 300 جنيه!!
[email protected]