عندما نحكي لأبنائنا أننا كنا نتهلل فرحا عندما نذهب إلي مدارسنا,وكنا نسعد بالوقت الذي نقضيه هناك,فإنهم يضحكون ضحكة استنكارية يشاركهم فيها جيلهم تقريبا!!فتلاميذ اليومين دوليعتبرون المدرسة شرا لابد منهوأسعد أيام السنة الدراسية بالنسبة لهم هي أيام الإجازات..
وسط الظلام التعليمي الذي يعانيه أبناؤنا في المدارس تظهر طاقة نور فيها تسميالمدارس الصديقة للفتياتصحيح أن هذه المدارس استهدفت المحرومات من التعليم في القري,والنجوع واللاتي فاتهن الالتحاق بالتعليم النظامي,إلا أن هذه المدارس الذي اتسم فيها نظام التعليم بالمرونة وبتلبية احتياجات التلميذات وبمراعاة ظروفهن الخاصة في مواعيد الدراسة بحيث لاتخل بما تفرضه عليهن ظروف مجتمعهن بضرورة العمل في الحقول أو في الأعمال المنزلية,إلا أن أسلوب التعليم ذاته وإعداد المدرسات اللائق لتحديد الهدف حقق نتائج تفوق الأهداف التي وضعت له عندما أطلقت السيدة سوزان مبارك مبادرة تعليم الفتيات في عام .2000
وفي أسلوب التعليم النشط تبدأ البنات اليوم الدراسي بما يسمي فقرة التهيئةيتحدثن فيها عما يشغلهن وما بداخلهن من حزن أو فرح أو تساؤل ويتناقشن ويتبادلن الخبرات ويشعرن بالدفء والحميمية وفي نفس الوقت تيقين أذهانهن مما قد يشغلها فيعوق العملية التعليمية اللاحقة..يتعلمن بالرسم والتمثيل والموسيقي والأعمال اليدوية والألعاب المختلفة في مدارس وفصول بسيطة في مظهرها مبهجة في جوهرها تحترم التلميذة فلا عقاب ولاضرب بل علي لوحة داخل الفصل تجد التلميذة اسمها إما أمام خانة تقولزعلانة منكأو أخري تقولفرحانة بيكحيث تسجل المدرسة تقييمها لبناتها في الفصل والمدرسة تسميميسرةلأنها تقوم بتسهيل تعليم البنات ليس داخل الفصل فقط وإنما في علاقة وطيدة مع الأهل لتحل أي مشكلة أسرية قد تعوق انتظام البنت في المدرسة,تلميذات هذه المدارس التي يبلغ عددها 1603 مدرسة في عزب ونجوع سوهاج وأسيوط والمنيا وبني سويف والفيوم والجيزة حوالي 27784 تلميذا وتلميذة86% بناتيستمتعون بالتعليم ويحبون مدارسهم بل ومدرسيهم.
المجلس القومي للطفولة والأمومة هو المايسترو لفريق عمل متكامل وراء قصة نجاح استحقت أن تقوم منظمة اليونيسيف بتوثيقها كتجربة رائدة علي مستوي العالم..لعلنا نلتقي حول تفاصيل نجاح تلك المدارس الصديقة في عدد قادم إنشاء الله.
[email protected]