ممكن شوية ميه للواد الصغير؟ (!!!) هكذا طلبت مني أم تحمل طفلها داخل عربة السيدات بمترو الأنفاق بمجرد أن لمحتني أرفع زجاجة المياه التي أخرجتها من حقيبتي إلي فمي…وقفت في حيرة أمام الطفل العطشان في يوم حار بلغت درجة حرارته 42م…تساءلت في داخلي هل أعطيه زجاجة المياه وأتركها له لأحمي نفسي من احتمالات العدوي بأمراض باتت تهاجمنا بغير رحمة؟… ولكن أين أذهب من ضميري وأنا أعلم أنني بذلك أحمي نفسي وأترك صغيرا معرضا للعدوي مني بأمراض لم تظهر علي أعراضها؟
صحيح مثلنا الشعبي يقول الميه ما تعديش علي عطشان… لكن الآن لابد أن ندعها تعدي ونصف, لنحمي أنفسنا ونحمي بعضنا من انتقال الأمراض المعدية التي حاكت حولنا شباكها.
آن الأوان لنعيد إلي ذاكرتنا مصطلح الأدوات الشخصية فوطتك… فرشاة أسنانك… قصافة أظافرك… أدوات مكياجك… مشطك…. إلخ,هل تتخيل أن المشط التي تمشط به شعرك يمكن أن ينقل عدوي فيروس الكبد الوبائي؟!. نعم فالمشط يحدث ما يشبه الجروح الدقيقة جدا جدا في فروة الشعر والتي تنقل بعض أمراض الدم من المصابين.
تذكري أنه من غير الصحي أن تطلبي من زميلتك في العمل قصافة الأظافر التي في حقيبتها لتقلمي أظافرك أو تنزعي (الودن) التي تزعجك أو تؤلمك لأنك ستعرضين نفسك لنقل العدوي بأمراض كثيرة وإن اختفلت درجة خطورتها.
إن دورك كأم يحتم عليك أن تحافظي علي صحة أبنائك بتحذيرهم من استخدام أي أدوات شخصية لآخرين مهما كانوا إخوة داخل المنزل أو أقارب وقد تحتاجين للتشديد علي ذلك في أيام المصايف والرحلات والمؤتمرات التي يشارك فيها أبناؤك مع أشخاص آخرين.
إن الفيروسات والإصابات البكتيرية التي شنت علي البشر هجماتها يمكن قهرها بقليل من الاحتياطات الصحية التي لا تتعدي مبادئ الصحة العامة فمن يتجاهلها لا يؤذي نفسه فقط بل ربما أقرب وأعز أحبائه.
[email protected]