لولا أنه مصطلح تلوث بعهد بائد لأطلقناه قائلين إنهعرس الديموقراطية…فقد تمت انتخابات مجلس الشعب لعام2011في مرحلتها الأولي وقد تابعنا معكم لحظة بلحظة علي موقع وطني الإلكتروني تفاصيل العملية الانتخابية ورصدنا كثيرا من التجاوزات في التفاصيل الدقيقة للمشهد الانتخابي…فقد قرر الشعب للمرة الأولي أنه لن يشارك فقط بل سيراقب انتخاباته بنفسه.
ورغم التجاوزات الكثيرة فالمواطن المصري كان بطل العملية فلم يستسلم لمشاعر الخوف التي كانت تحيط به وكلنا نذكر أن الخوف من البلطجة والانفلات الأمني كان يتصدر الاستعداد ليوم الانتخاب.
ولكن أثبت المصريون شجاعتهم منقطعة النظير وخرجوا بصدورهم متمسكين بحقهم في التصويت مشجعين بعضهم البعض علي تخطي حاجز الخوف والقلق مبكرين صباحا للخروج في رحلة الديموقراطية فدخل البلطجية جحورهم.
خرجت الأسرة المصرية بكل أفرادها ممن لهم حق التصويت رجالا ونساء..شبابا وشيوخا بل وكهولا..أصحاء ومرضي وذوي احتياجات خاصة…وكأنما الجميع متعطشا إلي الديموقراطية ونسمات الحرية فروح التحرير دبت في جسد المجتمع المصري بأكمله.
كم من نساء رفضن الكثير من المخالفات وتحالفن علي منع توزيع الدعايا داخل اللجان الانتخابية بل وطردن مرشحين من داخل المقر الانتخابي.
كم من اعتراضات دارت بين بعضهن ورؤساء اللجان علي الختم الغائب علي البطاقات…وأما الإصرار علي توقيعها من القاضي وإما تحرير محضر بالواقعة وإما تقديم بلاغات بالمخالفات للجنة العليا للانتخابات وإبلاغ الشكاوي للعديد من وسائل الإعلام.
لم تبطل الطوابير شديدة الطول عزيمة أحد بل كن يشددن بعضهن البعض…رغم الصعوبات من افتقاد النظام الذي زادت الكثافة التصويتية من حدته فلم ينصرف أحد.
كان السؤال الذي لم يغيب عن لسان أحد:انتخبت ولا لسه الشوارع كانت زاخمة بحركة المواطنين ذهابا وإيابا من لجانهم.
الواقع يقول إن وعي المواطن المصري فاق توقعات المسئولين فمن كان يتخيل أن تأخر البطاقات الانتخابية كان سيفرق مع الناس؟!!لولا أنهم بكروا للتصويت…ومن كان يتخيل أن الصناديق الانتخابية ستمتلئ وسيحتاجون إلي أخري؟…ومن كان يتخيل أن ملاحظة غياب أختام البطاقات كان سيلفت انتباههم؟!…ومن كان يعتقد أن المواطنين البسطاء حفظوا عن ظهر قلب خطوات عملية انتخابية جديدة تماما عليهم؟!
لم أعرف بعد نتيجة الانتخابات حتي كتابة هذه السطور…ولكنني عرفت يقينا أن المواطن المصري جدير بديموقراطية حقيقية وأنه لن يرضي عنها بديلا مهما كلفته.