لاشك أن شعورا بالفخر والزهو نال المصريين بعد الثورة ولكنه سرعان ما اختلط بشعور آخر.. بالتخبط واللاتوازن والخوف من المستقبل الذي بدت ملامحه ضبابية للكثيرين خاصة في ظل مسلسل مفتوح للانفلات الأمني والبلطجة.
ولكن هل يستعصي علي المواطن المصري الذي أسقط حكما جاثما علي الصدور ثلاثين عاما وحطم أسطورته كما خط بارليف أن يستكمل مسيرته وكفاحه؟
إن كان الشعب قام بالدور الأصعب في إنجاح ثورته فليس صعبا عليه أن يجتاز معركة الانتخابات مهما بدت التحديات والمخاوف المتداعية من الانفلات الأمني أو انتشار أعمال البلطجة.
لم أجد بعد تعبير لغوي معبر عن ضرورة أن يهتم كل مواطن مصري بالتصويت فتعبير ##صوتك أمانة## ليس كافيا في مرحلة شديدة الحساسية كالتي نمر بها وقد تكون عبارة ##إحجامك عن التصويت خيانة لبلدك ولأبنائك## أقرب للمعني.. فكم تمزقت قلوبنا لأجل شهداء الثورة وأيضا لشهداء ماسبيرو الذين دفعوا حياتهم دفاعا عن حقوق المواطنة.. فهل يتناسب مع فداحة ما دفعه هؤلاء لأجل مصر جديدة جديرة بأبنائها أن نكتفي بمصمصة شفاهنا عليهم ثم نقبع في بيوتنا خوفا دون أن نذهب لصناديق الانتخاب لنختار من المرشحين من يقدر علي بناء مصر بفكر جديد مستنير واضعا مصلحتها ومستقبل أبنائها فوق كل اعتبار.
إن أعظم هدية يمكن أن تهديها لمن يريدون لمصر أن ترجع إلي عصر الجاهلية أن تقبع في بيتك وتكتم صوتك وتقول ##ماهما فايزين فايزين## وأفضل دعاية انتخابية تقدمها لصالحهم أن تنشر بين أصدقائك ومعارفك ما يؤكد قوتهم وقدرتهم وتنظيم صفوفهم!!
[email protected]