البائع المحترف ذو الخبرة يستطيع أن يجذبك إلي الشراء حتي لو لم تكن تنوي ذلك,أو يقنعك بالشراء إذا كنت مترددا في ذلك ,وكلنا يري براعة الشباب والشابات الصينيين الذين يجوبون شوارعنا وأزقتنا,ويصعدون إلي عقر ديارنا أينما كنا حاملين علي ظهورهم تلك الحقائب الضخمة الأقرب إلي البوتيكات المتنقلة في حماس رهيب سرعان ما ينتقل إلي الزبون ويغريه بالشراء.
وبالرغم من أنهم لايعرفون سوي كلمتين أو ثلاث عربية إلا أن ابتسامتهم ونشاطهم يعوض ذلك,والحقيقة أن لهم مثيلا بين شبابنا المصري الذي يجيد فن البيع والتسويق ,ولكن غالبا مايكون هذا الأسلوب الناجح فيمن يعملون في القطاع الخاص والبوتيكات الصغيرة أما البائعون في القطاع العام فيحملون ملامح مختلفة تماما ربما بدأت تظهر واضحة مع انتشار البيع في القطاع الخاص للتناقض الشديد بين القطاعين.
ذهبت مؤخرا مع والدتي لشراء بعض المستلزمات المنزلية من أحد فروع القطاع العام بوسط البلد,وذلك لاقتناعها بأنه يبيع بضاعة مضمونة!!وهناك عرفت رتابة البيع وملل الشراء,فالبائعون أو بالأحريالموظفونلايريدون التحرك من أماكنهم ,ولايحاولون عرض منتجاتهم أو بدائل بضائعهم مما يريد الزبون,والأكثر من ذلك لايتركونه ليمد يده علي أي منتج ليشاهد ويقارن ثم يختار كما هو معرف في أي عملية شراءإ ذا فكيف يشتري الزبون؟! أيشتري نظريا؟!..وإذا اعتمد علي نظره فلن يشاهد سوي بضاعة موضوعة علي أرفف تغطيها التراب في ظل إضاءة أقرب إلي الظلام!!في صورة أقل مايقال عنها إنها تنفر من الشراء..فكسل البائع وتكشيرته وعدم رغبته في بذل أي دور حتما ستنتقل عدواه إلي المشتري وسينصرف إلي منافذ بيع أكثر جاذبية وحيوية وتنوعا…وفي أحسن الظروف إذا وصل إلي مرحلة الدفع أمام الخازينة فغالبا مايسمع صوتا رتيبا يقولفكة ياجماعة أنا هاجيب لكم منين!!وكأنهم يعاقبونك علي الشراء…أليست الخصخصة فيهم حلال؟!