سنوات طويلة ونحن نعاني من مشكلة القمامة في شوارعنا.. ونكتب ونصور ونصرخ.. ونستغيث لأن القمامة أمام مستشفي أو مدرسة.. وكنا نتصور وقتها أنها وصلت إلي أقصي مداها.. ولم يخطر ببالنا ما نراه اليوم في شوارعنا.. في كل محافظات مصر.. والذي جعل سيرتنا علي كل لسان إذ لم يعد الأمر حديث الصحف المصرية فقط بل وغيرها من دول مختلفة ويبدو أننا ضربنا رقما قياسيا في تجميع تلال القمامة بشوارعنا قد ندخل به موسوعة جينيس للأرقام القياسية!!… وبعد أن كنا نشكو أن الشوارع الجانبية أو الأزقة تعاني من مشكلة انتشار القمامة بشوارعها بينما تتجمل الرئيسية منها والميادين العامة أصبحت الآن كلها متساوية و##مافيش حد أحسن من حد##.. وقد نبحث باجتهاد عن شارع نظيف أو تنتشر فيه بعض القمامة علي استحياء لنقوم بتصويره أو النشر عنه أو أن نجعله مزارا سياحيا!!
المثير للدهشة أن المحافظين الجدد صرحوا في أول تصريح لهم أنهم سيضعون مشكلة القمامة في مقدمة أولوياتهم.. فماذا فعلوا؟!!… لا شئ إطلاقا بل باتت رائحة القمامة تهاجم أنوفنا أينما كنا.. فإذا كان هذا حال ما فعلوا إزاء مقدمة اهتماماتهم فماذا عن باقي مسئولياتهم؟!!
أعتقد أنه لا داع أن أصف لكم حجم المشكلة فأينما كنتم تسكنون أو تتحركون قطعا تعانون منها بل أصبحت جبال القمامة ومخلفات المباني تقطع طرقا رئيسية وتعطل المرور بالساعة!!
لم تعد تستطيع أن تلوم مواطنا لانه يلقي بكيس المهملات في الشارع, فماذا يفعل بعد أن انقطع جامع القمامة واختفت صناديق القمامة من الشارع تحت جبال القمامة التي لا يتم نقلها بالأسبوع الكامل!!
ألم يحن الوقت لتخرج دراسات الاستفادة من القمامة وإعادة تدويرها من الأدراج وتطبق علي أرض الواقع لتحل مشكلة أصبحت تبدو من معضلات يومنا.
ففي دراسة علمية أجراها معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة منذ عامين قالت إن الطن الواحد من القمامة المصرية من الممكن أن يرتفع ثمنه إلي ستة آلاف جنيه (1090 دولارا) لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة, كما أن القاهرة تنتج وحدها قرابة 13 ألف طن قمامة يوميا ويمكن للطن الواحد أن يوفر فرص عمل لثمانية أفراد علي الأقل, بما يعني أنه يتيح توفير 120 ألف فرصة عمل من خلال عمليات الفرز والجمع والتصنيع.. يعني هانحمي أنفسنا من القمامة وهانشغل ناس وهانساعد في سد عجز موازنة الدولة فيأخذوها من زبالتنا بدلا من أرصدتنا البنكية…. من المفارقات أننا ما زلنا ندفع رسوم للنظافة علي فاتورة الكهرباء!!!
[email protected]