عبرت شابة في أحد اللقاءات العائلية عن قلقها الشديد إزاء ما تمر به مصر وربما زاد من مشاعرها المتوجسة أنها حامل لأول مرة فاختلطت لديها المشاعر المضطربة علي مستقبل وليدها المنتظر مع أحوال البلد التي تبدو للبعض رمادية غير واضحة المعالم.
فقلت أنا متفائلة رغم الظروف ومتيقنة أن الثورة تستطيع أن تغربل نفسها بنفسها وتعزل الغث من الثمين…طالما تمسك المخلصون الحقيقيون لمصر بدورهم دون أن يبيعوا ضميرهم الوطني بأي ثمن ولا لصالح أي بلد أو جماعة وظلوا طويلي النفس وحكيمي التصرف فنحن لانزال في مرحلة المخاض والألم لكننا ننتظر وليدا عفيا ينسينا الألم والسنوات العجاف.
نحتاج أن نظل نراقب بوصلة الثورة والنهوض ونعدل دائما المسار ولكن دون أن تغفل عيوننا عما يتحقق من أهداف مرحلية حتي لا نفقد الأمل ونخور في الطريق.
والمشكلة أن البعض لا يستهويهم إلا تبادل الأخبار السيئة التي تثير الإحباط خاصة ما يتعلق بالانفلات الأمني أو أعمال البلطجة ونظرية المؤامرة وسطوة الإخوان أو السلفيين وتحرم المواطنين البسيط من وقود الأمل الذي يستثير فيهم الهمة والنشاط والإقبال علي العمل والحياة, بل وتخدم العناصر الهدامة عندما تضخم من حجمها ودورها.
أليس من دواعي التفاؤل المحاكمة العلنية التي شاهدها العالم علي الهواء مباشرة للرئيس السابق ونجليه والتي غايرت توقعات الأغلبية بأنه لن يمثل أمام القضاء أو أن للمجلس العسكري حساباته في هذا الشأن أو أنها جلسة لن تستغرق سوي دقائق معدودة…ألم تعطي أملا بأن يكون جميع المواطنين أمام القانون سواء. ألم نشعر أن أطفالنا الذين يشاهدون هذه المحاكمة ستنطبع في ذاكرتهم وترسخ أنه لا أحد فوق المساءلة وأن العدل لابد أن يظهر وأن الفهلوة والتحايل لن تعد طريق الوصول أو النجاح…وهي السلبيات التي سادت المجتمع طويلا وكادت تصبح قانونه الحاكم وقيمه السائدة…لا أتحدث عن حكم بعينه وإنما أتفاءل بأن الحكم سيكون عادلا وسريعا, وليس متسرعا يدين المذنب ويبرئ البرئ ويعيد كرامة الوطن والمواطن المصري.
[email protected]