ارتفعت درجات القبول بالمرحلة الأولي لتنسيق القبول بالجامعات لتسرق فرحة الطلبة بارتفاع المجاميع هذا العام فيما أسموه أوكازيون المجاميع ومن الطبيعي أن يحدث ذلك طالما لم تزد سعة الجامعات لاستيعاب أعداد المقبولين.
ومن الفخاخ التي أجد الطلاب والأهالي يفرحون بها أن يأتي الامتحان سهلا أو في مستوي الطالب المتوسط لأن ذلك لا يعطي الفرصة لفرز الطلبة وقياس التميز بينهم وتكون النتيجة أن ترتفع بورصة التنسيق ويصاب الطلاب الحاصلين علي أكثر من 95 % بالإحباط لأنهم بشهادة المجموع متفوقين ولكن في هذه البورصة فنصيبهم ليس كما يتمنون.
إلا أنه من المفرح أن نتيجة الثانوية العامة هذا العام هدمت مفهوم ##أهل الكهف## الذي كنت دائما أطلقه علي طلبة الثانوية العامة, حيث إن الطالب كان يظل علي مدي عامين معزولا عن مجتمعه لا يعرف سوي دوامات الدروس الخصوصية والمذاكرة, أما طلاب الثانوية العامة هذا العام وهم شباب ثورة 25 يناير فكانوا مشاركين في الثورة في ميادينها بمحافظات مصر ومشاركين في اللجان الشعبية لحماية أهلهم وأحيائهم, ومتفاعلين مع كل نبضة في قلب الوطن وهذا ما قاله الأوائل, أي أنهم أيضا ذاكروا وتفوقوا.
ومن اللافت للانتباه أن نتيجة الثانوية العامة تشهد للسنة الثالثة علي التوالي أن البنات يحصدن المراكز الأولي, إلا أنه من المفارقات أن هذا الاكتساح لايترجم في الواقع العملي المعاش للمرأة المصرية فرغم تفوقها العلمي والدراسي, إلا أنها مازالت تستبعد -رغم مشاركتها في الثورة بل إنها كانت مفجرة الثورة- إلا أن كل التشكيلات الوزارية منذ اندلاع الثورة استبعدت المراة ولم تضم فيها سوي فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي!! ولم تشارك في لجنة صياغة التعديل الدستوري !! ولم تضمها أية قوائم للمحافظين بل حظر عليها حتي شغل منصب سكرتير عام المحافظ !!
استبعدت بكل تعسف من المشهد السياسي رغم صرخات المنظمات الحقوقية النسائية.. بما يحمل استهانة بقدرة المرأة المصرية وكفاءتها وخبراتها التي تستطيع أن تشارك بها في إعادة صياغة مصر الجديدة.. وكأن المسئولين يريدون ترسيخ الموروث الثقافي السلبي تجاه المرأة, ويؤكدون أن السياسة لعبة الرجال وليس النساء!!.. ولكن الحقيقة المرة أن المجتمع هو الذي يدفع الثمن بحرمانه من نصف طاقته الفكرية.
[email protected]