صحيح لدينا الآن تحديات كثيرة علي مستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي وانفجرت مواسير المشاكل دون هوادة.
إلا أن مشكلة القمامة لاتقل أهمية عن هذه المشكلات- بل قد يكون في حلها حل لبعضها- ففي الشهور الأخيرة ازدادت المشكلة تأزما بشكل لم يسبق له مثيل فتلال القمامة افترشت معظم شوارع القاهرة بأحيائها المختلفة وفاضت صناديق القمامة الموجودة في الشوارع بعشرات أضعاف مافي داخلها علي قارعة الطريق.
ولا أبالغ إذا قلت إن رائحة القمامة الكريهة أصبحت تداهم أنوفنا حتي في الشوارع الرئيسية وانتشر الذباب والباعوض في أحياء لم تكن هذه الحشرات مهددة لها يوما وكم تعطل المرور بسبب جبال من ردم ومخلفات كسر البلاط والطوب من مخلفات الشقق التي يقوم أصحابها بإعادة تشطيبها, وبعد أن كان يتم ذلك خلسة في منتصف الليل باستحياء أصبح هذا السلوك المشين مستباحا علي مدار الأربع والعشرين ساعة لغياب أي شكل ردعي ضمن مظاهر الانفلات المتعددة في الشارع المصري وشارع بورسعيد بالقاهرة أقوي الأمثلة علي ذلك.
من المفارقات الغريبة أن يزهل شبابنا العالم بالثورة التي لم يبرحوا فيها ميدان التحرير قبل أن ينظفوه ويدهنوا أسواره وجدرانه بينما أهاليهم لايزالون متصالحين مع القمامة!!
ولكن احقاقا للحق فالمسألة ليست فقط سلوك سلبي من المواطنين وإنما هي أزمة شركات النظافة التي مازالت أجنبية!!ولكنها فشلت في جمع القمامة وتنظيف الشوارع فالمواطن لايزال مبتزا برسوم لجمع القمامة علي فواتير الكهرباء مضافا لها ما يأخذه جامع القمامة من المنازل والمحصلة النهائية صفر!!
أليس من الأجدر أن يكون هناك مشروع قومي لتنظيف مصر بالأيدي العاملة لأبنائها وبخبرات علمائها في تدوير القمامة التي يقولون دائما إنها ثروة عظيمة بينما مازلنا لا نعرف إلا وجهها القبيح؟!!!!
ألم يحن الأوان ونثور علي القمامة ثورة حقيقة خالصة ونرفع شعار الشعب يريد إسقاط القمامة؟!
[email protected]