عندما نقول لماذا تهمش المرأة بعد الثورة لا نعني أننا نبحث عن حقوقها, وإنما عن حقوق المجتمع عليها -نقصد دورها تجاه مجتمعها- في هذه المرحلة الخطيرة في تاريخ مصر.
وعندما نقول إن الشابات تواجدن جنبا إلي جنب مع الشباب منذ أول أيام الثورة, ولم تتركن الميدان, وقد نلن أيضا نصيبهن من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بل والحي وسقطت منهن شهيدات في ميدان التحرير ومحافظات أخري, ثم نشهد تراجعا في إتاحة الفرصة لمشاركتها السياسية مما يخشي من تراجع المساحة التي يجب أن تشغلها فيما بعد الثورة, وعندما نرصد مواقفا توحي بتهميشها مثل وجود وزيرة واحدة في الحكومة الانتقالية أو غيابها نهائيا من لجنة التعديلات الدستورية..!! رغم ما تملكه مصر من خبيرات دستوريات ذات كفاءة عالية فلابد أن ندق ناقوس الخطر. هذا ما دفع بعض التنظيمات النسائية إلي عقد المؤتمرات حول الخوف من التهميش مثلما فعلت رابطة المرأة العربية, وأكد المشاركون ومنهم الرجال مثل دكتور عمرو حمزاوي علي أهمية مساهمتها في عملية البناء التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية, وفي المستقبل, ولضمان مجتمع يقدم كل فرد فيه نساء ورجالا قدراته وإمكاناته لخدمة العامة.
لسنا بصدد تقسيم التورتة فليست هناك تورتة أصلا وإنما نحن مصرون علي اقتسام المسئولية لأنها جسيمة وتحتاج كل خبرات أبناء الوطن أيا كان نوعهم.
الحقيقة أننا إذا تركنا المجتمع علي طبيعته الجديدة التي أفرزتها الثورة سنجده لا يفرق بين رجل وامرأة لأن الواقع أثبت أمامه أن المرأة شريكة في الميدان, وإذا لم نعد لنلوث وجدانه المجتمعي بالأفكار السلفية والرجعية سيقبل المرأة نائبة عنه في البرلمان وفي الوزارة وفي رئاسة الجامعات وفي أي موقع حتي لو كان رئاسة الجمهورية.
وهذا ما طرحته ممثلات عن المرأة أمام الدكتور عصام شرف الثلاثاء الماضي من بينهن السفيرة ميرفت التلاوي, الدكتورة مني مكرم عبيد, والدكتورة جورجيت قلليني, الدكتورة درية شرف الدين, الدكتورة سعاد صالح, وخمسة من ممثلي شباب ثورة 25 في إطار البحث عن كيان مؤسسي للمرأة أكثر فاعلية من المجلس القومي للمرأة والبحث عن آليات جديدة بدلا من الكوتة لضمان مشاركة المرأة في العملية السياسية والأهم من ذلك المطالبة بضرورة الاستفادة من المرأة كثروة بشرية وهذا هو بيت القصيد.
[email protected]