أذكر أنني كتبت تحت عنوان بركان تحت السطح في هذا العامود عن التعليقات الإلكترونية حول القضايا الطائفية علي الإنترنت وأنها حرب شنعاء. ويتم فيها تبادل الاتهامات والشتائم وأشعر أن المجتمع يعاني من بركان تحت السطح وحالة احتقان طائفي منذر بالخطر والانفجار.
الأيام أثبتت أن العالم الإلكتروني الذي وصفناه بأنه افتراضي أصبح له من القوة ما يهدد العالم المادي أو الواقعي الذي نعيشه فلا نستطيع أن نتجاهل أن أحداث العنف الطائفي المتصاعدة التي حصدت الأرواح بوحشية لها علاقة وطيدة بالتعصب الأعمي الذي يكون منه الشباب ما يشبه اللوبي علي الفيس بوك فالحرب الإلكترونية باتت أخطر مما نتخيل خاصة وأن روادها من فئة الشباب الذين لم يجدوا منابرا حقيقية للتعبير عن أنفسهم في عالمهم الحقيقي ويستطيعون أن يخرجوا ألسنتهم لمن يظن أنه يمنعهم من التظاهر أو التجمهر لأنهم يستطيعون أن يرتبوا ويدبروا كل ما يريدون عبر عالم الإنترنت بل يستطيعون أن يتعلموا طرق صنع القنابل اليدوية ويحددون أهدافا بعينها!!
لذلك وجدت حملة إنترنت بلا فتنة صدي في نفسي واطمأننت نسبيا عندما وجدت شعارها Share ف الخير يتصدر بروفيل الفيس بوك للشباب بل ويتصدر الصفحات الرئيسية لمواقع إلكترونية كثيرة منها أقباط متحدون واليوم السابع وموقع مصراوي وموقع في الجول وموقع يالا كورة وموقع في الفن ليعلنوا أنهم ضد استخدام النت في الفتنة الطائفية.
ومهما اختلفنا مع عمرخالد مطاق الحملة فإنها مهمة لأنها تهدف إلي محاصرة التحريض علي الفتنة الطائفية وخفض مستوي العنف اللفظي علي الإنترنت, وإيضاح كيف تفرق بين كلمة الحق وحرية التعبير من جانب, وبين الفتنة أو التحريض عليها من جانب آخر. ورفض كل كلمة شر تمزق المجتمع.
تدعو الحملة أن يصبح شعارها هو صورة البروفايل لـ2 مليون مستخدم علي الفيس بوك والتسجيل علي العداد الخاص بذلك لحصر عدد الـ2 مليون ليكون رسالة حب للعالم علي أن يقوم المنضمون للحملة بمحاصرة فكرة التحريض الأكتروني علي الأنترنت والقيام بأنشطة مختلفة منها أن يصور نفسه في كليب مدته نصف دقيقة ويرفعه علي النت, يقول فيه رأيه أو يحكي تجربة ترفض الفتنة…. إنه خطاب بلغة الشباب يمكننا تفعيله وقاية من بركان آخر.
[email protected]