جلست أمام التليفزيون أحرك أزرار الريموت كنترول لعلي أجد ضالتي.. وبالمناسبة أنا لا أعرف ما هي!! فالأفلام والمسلسلات تتكرر عبر الفضائيات بصورة عجيبة بكل ما تحمله من ألفاظ نابية وشتائم يندي لها الجبين, وبراج التوك شو تكاد تتشابه في طرح قضاياها بل وفي مصادرها فمن تجده علي الهاتف في برنامج ما تجده بعد دقائق في مداخلة تليفونية في قناة أخري.
وفي ضغطة عشوائية علي الريموت كنترول وجدت مسرحية مدرسة المشاغبين تلك المسرحية التي لم نكن نستطيع أن نغلق أفواهنا من الضحك أثناء مشاهدتها.. فالمواقف والمقالب التي كان يفعلها عادل إمام وسعيد صالح أمام الناظر أو المدرسة كانت تبدو لنا -أيامها- غريبة فتثير ضحكاتنا.. فكيف ينادي الطالب المدرسة باسمها؟! أو كيف يضع لزميله ذيلا ساخرا منه؟!.. أو كيف يدخن الشيشة؟!.. وكيف يدخل الفصل غير مستعد بأدواته؟!..
الحقيقة أنني عندما التقطت عدة مشاهد منها اليوم لم أبتسم ابتسامة واحدة.. فهؤلاء الطلبة الذين وصفوا بأنهم مشاغبون يعتبرون ملائكة بالنسبة لطلبة اليوم.
كان الطالب زمان.. له شكله المميز وسلوكه المهذب وأسلوب كلامه اللائق.. وكنا نستطيع أن نميز بين من تربي داخل المدرسة.. ومن لم يعرف سوي الشارع.. أما اليوم فاختلط الحابل بالنابل.. وفقد التلميذ هويته المميزة وأصبحت الشتائم لزمة عندهم.. والمظهر المبهدل طبيعيا بالنسبة لهم.. والأسلحة البيضاء في حوزتهم وجرائم الاغتصاب اقتحمت مفردات حياتهم المدرسية!! واختلت صورة المدرس في نظرهم, وبعضهم يعزمون المدرس علي القهوة المجاورة للمدرسة علي كوب شاي أو شيشة!!
[email protected].