كوتة المرأة متلازمة مع أي حديث عن الانتخابات المرتقبة.. وقد تتخيل المرشحات أنهن سيصبحن تحت الميكروسكوب عندما يصلن إلي كرسي البرلمان.. ولكن الواقع مختلف.. فالرصد والملاحظة الدقيقة بدأت مع المعركة الانتخابية ذاتها.. والتساؤلات تطرح نفسها كيف تتنافس النساء علي مقعد البرلمان في تلك الدوائر التي أغلق فيها التنافس علي النساء في 32 دائرة انتخابية, وبدأت بعض الأقلام تصف هذا التنافس بـكيد النسا.
فإذا كان الغرض من الكوتة هو تصحيح الصورة الذهنية لدي المجتمع تجاه مشاركة المرأة البرلمانية, وإعطاؤها الفرصة لإثبات قدرتها علي العطاء البرلماني.. فإن هذه الصورة ستتشوه كثيرا إذا مارست المرشحات الأساليب الرخيصة في الدعاية الانتخابية.. وبنفس المقاييس المزدوجة التي اعتاد المجتمع أن يطبقها علي رجاله ونسائه سيكون الحال في الانتخابات.. فكما يستنكر المجتمع الموظفة التي تنظف الخضروات في العمل بينما يقبل إهدار الوقت علي يد الموظف الذي يقرأ الجرائد في العمل.. كذلك ستصبح العيون مفتوحة تجاه المرشحة التي تستخدم أساليب التشهير والخوض في الحياة الخاصة لمنافستها أو الرشاوي الانتخابية التي أفسدت المعركة الانتخابية طويلا.
لعل المرشحات في الدوائر المغلقة علي النساء يحرصن علي كسب قضية المرأة بتقديم نموذج يحتذي به ويقدمن قدوة حسنة ويحولن دوائرهن إلي دوائر نموذجية بالدعايا الانتخابية الشريفة اللائقة والراقية سواء أمام المرشحات المنافسات أو تجاه الناخبين.
ربما تتميز المرشحات عن المرشحين بتلك الدورات التدريبية في أساليب الدعاية باستغلال الوسائل التكنولوجية في جذب شباب الناخبين ولعلهن لا يشاركن في جريمة تشويه الشوارع والجدران بلصق صورهن مع الشعارات الجوفاء ويوفرن علي الشباب استخدام الألوان في رسم الشوارب والقرون علي تلك الصور فيزيدون الطين بلة.
[email protected]