لا شك أن مسلسل عايزة أتجوز استطاع أن يجذب كثير من المشاهدين رغم فيضان مسلسلات رمضان… وربما اعتقد البعض أنه يحكي قصة فتاة ملهوفة علي الزواج, وهؤلاء هم الذين لا يعرفون أن المسلسل مأخوذ عن مدونة إلكترونية أنشأتها طبيبة صيدلانية تدعي غادة عبد العال في أغسطس 2006 قصت فيها من الواقع المعاش قصص الخطاب الذين تقدموا لخطبتها وأسباب عدم إتمام الزواج, وحملت المدونة بالطبع اختبارات شابات من نبض الحياة مع العريس المرتقب, وطبعت المدونة دار الشروق في كتاب وترجم للإيطالية والألمانية, وكتبت الصيدلانية الشابة هذه المدونة في سيناريو تحول إلي ذلك المسلسل الكوميدي الساخر الذي عبر عن هموم نسبة كبيرة من الشابات اللاتي رأين أنفسهن في تلك الصيدلانية الشابة المثقفة الجذابة الخفيفة الظل التي حولها المجتمع بضغوطه المختلفة إلي شخصية لا يشغلها في الحياة سوي اصطياد عريس لتقاوم به شبح العنوسة الذي يطاردها أينما كانت, مما غير شخصيتها وجعلها تأتي من السلوكيات ما لا يليق من حقد وغيرة ومحاولات اختطاف خطاب زميلاتها.
الجميل في المسلسل أنه في ظاهره يحكي قصة شابة ملهوفة علي الزواج وإنما في جوهره يكشف أمراض كثيرة في المجتمع, منها تقوقع الأم في فكرة واحدة لا تنشغل إلا بها وهي جذب العريس لابنتها, وكم الضغوط التي تمارسها علي ابنتها من قبول أي أحد يتقدم لها وانتقادها المستمر لابنتها ولمظهرها, وكذلك الأب الذي عبرت البطلة عن علاقته بها بأنه يشاركها مناقشة, أمور كثيرة في الحياة ولكنه التزم الصمت عندما أصبح الزواج هو الموضوع الوحيد المطروح للمناقشة كما لمس تدخل الأهل والجيران والأصدقاء وكل من (هب ودب) في مطاردتها بالسؤال عن تأخرها في الزواج والنظرة إليها كما لو كانت فاشلة!!.
ورغم المبالغة التي يراها البعض في المسلسل إلا أنني أري أنها من دواعي الكوميدية الساخرة, ولكن الأهم أنه كشف أن شباب اليومين دول يقعون ما بين التفاهة والتعصب أو الاضطراب النفسي, حتي أنه أصبح من الصعب الوصول إلي شاب لائق متزن بشابة لا تري في الزواج مجرد مخرج لنظرة مجتمع لا يقيم بناته إلا علي أساس قدرتهن علي اصطياد عريس!!.
[email protected]