رغم أنها نائبة معينة وتنتمي إلي الحزب الوطني, فإن كل من يعرفها يشهد لها بمواقفها الشجاعة والجريئة وهي التي قالت في مواقف عديدة أثناء ممارستها البرلمانية: لا أخاف إلا ربنا, وأضافت من يتصدي للعمل العام يجب ألا يخشي أحدا سوي الله وأنا أسلم أمري لله في كل حياتي, وأنها من هذا المنطلق تؤدي دورها في مجلس الشعب مؤكدة أنها لا تعمل وفق مصالح خاصة وأنها تحرص علي الموضوعية وأن تنتقل إلي قلب الأحداث وأن تقدم تقاريرا أمينة حتي لو سبحت ضد التيار مثلما حدث في الدويقة. إذ قالت: شعرت بأنني كنائبة عن الشعب يجب أن أشاهد بنفسي ما حدث قبل أن أتحدث في مجلس الشعب, وهذا يؤكد أن ديانة المصاب ما تفرقش معايا. عندما وقعت أحداث نجع حمادي لم تتخل عن أسلوبها الخاص المتميز في أدائها البرلماني ولمتتبع أسلوب الموائمة ولا المهادنة أو المجاملة, ولم تحرج من مهاجمة محافظ قبطي وتحمله المسئولية, وأعلنت أنها لن تسكت عن الحق حتي لو كلفها ذلك مستقبلها السياسي.
كشفت المناظرة الجريئة التي خاضعتها النائبة الشجاعة جورجيت قلليني, حول أحداث نجع حمادي عن الخلل الشديد لمفهوم الديموقراطية البرلمانية داخل مجلس الشعب ذاته وظهر بوضوح أن من بين السيدات المصريات المشتغلات بالعمل العام, من هن أقوي شخصية, وأوسع أفقا, وأشد إيمانا بالديموقراطية.
استطاعت جورجيت قلليني أن تواجه بصمود مجموعة نواب الحزب الوطني الذين اتبعوا طريقة الغلوشة علي كلامها, عندما رفضت تقرير لجنة تقصي الحقائق التي أرسلها مجلس الشعب موضحة الأسباب, بأن اللجنة ذهبت لمكان الحادث في نجع حمادي بعد حدوث الواقعة بثمانية أيام, وأن كل ما في التقرير كان نقلا عن أشخاص لا علاقة لهم بالقضية ادعوا أن كل حاجة تمام. وواجهت المدعين بأنها تسعي لبطولة كاذبة!!!, وكانت ياقظة في الحوارات التي أجريت معها فلم تنحرف إلي دهاليز خصومات مع أعضاء الشعب حتي لا تتحول إلي قضايا تبدو خاصة تبعدها عن القضية الأساسية في فجيعة نجع حمادي, واستحقت أن يلتف حولها الشباب ويؤسسون لها جروبا يقود مناصرة لها علي الفيس بوك. قدمت قلليني نموذجا عمليا رائعا للمراة في البرلمان التي لا تخشي سوي ضميرها الوطني.