الحصول علي شقة تمليك حلم لا ينجح الكثيرون في تحقيقه, ولا يخف علي أحد ما يتكبده الناس من شقي عمرهم لامتلاك شقة يعيشون فيها مستقرين بعد أن أصبح كل البناء الجديد للتمليك, وبعد أن تحولت أنظمة الإيجار إلي مأساة, فالإيجار الجديد يعني أن تصبح الأسرة رحالة تنتقل كل عام أو علي أقصي تقدير كل خمسة أعوام إلي سكن جديد, وتصبح دائما في حالة بحث عن شقة, أما الإيجار القديم فأصبح نادرا وما يدفعه المستأجر يعادل قيمة امتلاك الشقة وربما أكثر.
ومن المحزن ما يتكرر في الآونة الأخيرة من هدم أبراج بأكملها مثلما حدث في الأبنية التي تقع خلف المحكمة الدستورية العليا أو التي تقع في عزبة الهجانة, والسبب في إنها بنيت بدون تراخيص بناء وطبعا فمن لا ندافع عن عدم احترام القانون, بل ندين المتخاذلون عن تطبيقه في وقت مناسب… فكيف تترك الأحياء برؤسائها الملاك يبنون ويعلون الأدوار لتصبح أبراجا علي مرأي ومسمع من الجميع, ويقوم الناس بالشراء ويدفعون دم قلبهم, وغالبا ما يكونون ممن لا يستطيعون الشراء في أماكن أخري, وتغريهم الأسعار الرخيصة نسبيا في عالم التمليك ولكنها في النهاية تمثل أقصي طاقاتهم وشقي عمرهم.
لست أعلم من الذي تعاقبه قرارات الهدم؟ فصاحب الأرض الذي بني وخالف وباع وقبض حقه وزيادة ذهب مع الريح, بينما يدفع المواطن المشتري الغلبان الثمن بما دفعه في شراء الشقة وما أنفقه علي تشطيبات, فإذا بالبسطاء يعاقبون علي ذنب لم يقترفوه وبعقوبات قاسية تفقدهم دم قلبهم وحلم حياتهم وتصبح الرأفة الوحيدة بهم, التعليمات بألا تهدم المباني إلا بعد إخلائها حفاظا علي أرواحهم… يا فرحتي!!
[email protected]