ستظل الدراما الرمضانية محل اهتمام كبير لدي النقاد انطلاقا من ارتفاع نسب المشاهدة التي تصل إلي ذروتها في هذا الشهر,يزداد الأمر أهمية وتأثيرا في ظل الفضائيات المتعددة التي تخصص للدراما مساحات عرض واسعة.
وإذ تتكرر وتعاد حلقات المسلسل الواحد عدة مرات علي مدار اليوم في القناة نفسها يستطيع المشاهد تعويض ما فاته من حلقات ويصبح المسلسل مهضوما لدي المشاهدين,مما يعزز أكثر وأكثر من أثر الدراما علي المجتمع وعلي تشكيل اتجاهاته.
الملحوظ فيما عرض حتي اليوم من الحلقات المسلسلة في دراما رمضان أنها عكست صورة للمرأة أقرب إلي الواقع,مما يبشر بأن الجهود التي بذلت خلال الأعوام الماضية حول تصحيح صورة المرأة في الدراما بدأت تؤتي ثمارها.
علي سبيل المثال أعجبتني جدا ##هالة فاخر## في مسلسل ##شرف فتح الباب## تلك الزوجة التي لم تقبل أن تنتصر مشاعرها وعواطفها علي مبادئها,فرغم حبها الشديد لزوجها رفضت جريمة اختلاسه رغم عوز الأسرة وحاجتها…قاومت بكل ما تملك من قوة ورفضت المهادنة,لم تضعف لحظة واحدة…ولم تفكر في تبرير الحرام,ورفضت أن تنفق علي أبنائها مالا حراما طالما عرفت مصدره…ظلت صوت الضمير الذي لا يجامل في أذن زوجها…وفوق كل ذلك تحملت فجيعتها في شرف زوجها وحدها لئلا تصدم أبناءها في مثلهم الأعلي.
أيضا قدمت معظم المسلسلات بصورة إيجابية وقوية لزوجات تمسكن بالحق رغم رفض أزواجهن,مثل ##بوسي## في مسلسل ##رمانة الميزان##,وميرفت أمين في ##كلمة حق##,ويسرا في مسلسل ##في أيد أمينة##…كلهن وقفن في مواجهة الفساد بصور مختلفة بخطوات ثابتة.
صححت الصورة المقدمة كثيرا مما عزفت المسلسلات علي تقديمه عن المرأة التابعة والغاوية و##المفترية## التي تدفع زوجها للحصول علي المال من أي مصدر تلبية لرغباتها.
قطعا ضمت المسلسلات نساء في أدوار مختلفة وصور لم تخل من السلبية,ممن تدلل ابنها وتدفع زوجها لاستغلال سلطته لحماية ابنها المنحرف,وتلك التي تحوم حول رجل متزوج,ولكن المعالجات الدرامية نجحت أن تقدم هذه النماذج مدانة ومنتقدة وبذلك لم تتخل الدراما عن الواقعية بسلبياتها وإيجابياتها مع الاحتفاظ لنفسها بأن تكون لها رسالة في المجتمع للنهوض به…إنها دراما حلت المعادلة التي وصفت دائما بالصعوبة بين الإبداع الحر والرسالة الفنية المجتمعية وهذا هو المطلوب…وشكرا.
[email protected]