عاداتنا وتقاليدنامصطلح يقصد به ما استقر عليه كل مجتمع من سلوكيات خاصة به ويعتقد أنها جزء من هويته الخاصة التي تميزة بين الشعوب والمجتمعات…ولكن هل كل ما استقرت عليه هذه العادات والتقاليد إيجابية تخدم المجتمع فعلا وتحفظ أصالته حقا؟!…أم أن بعض تلك العادات تحتاج إلي غربلة مجتمعية لتبقي علي المفيد وتتخلص مما يعطل ويعوق عن التقدم والرقي؟
من المفارقات أننا أحيانا نفعل العكس فنتناول عن الصالح ونتمسك بالطالح!!فمثلا أين عاداتنا وتقاليدنا الجميلة التي تحث الصغير علي احترام الكبير؟!ألستم معي أنها تاهت واندثرت والدليل ما يحدث للمعلم من تلاميذه من صور الإهانة بل والتعدي أحيانا…أين الشهامة التي كانت تستدعي أن يخلي الشاب أو الشابة الصغيرة مكانها في المواصلات العامة لسيدة حامل أو امرأة أو رجل مسن…أين الحرص علي صلة الرحم والتواصل الأسري الذي كان سمة أساسية في مجتمعنا المصري؟!ألا تفصل الآن الكيلومترات القليلة بين الأهل بل والإخوة,فلا يلتقون إلا في مناسبات قليلة جدا؟!….أين المودة بين الجيران التي كانت تفرض عليهم السؤال والتواصل والمشاركة في ظروف الحزن والفرح كما الإخوة؟!
العجيب أننا تركنا وأهملنا كل عاداتنا وتقاليدنا الجميلة حتي أصبحت مجرد ذكري لزمن جميل ولي وانتهي,ولم تقفز إلي أذهاننا منها سويختان البنات!!…فكلما نوقشت هذه القضية ترتفع الأصوات التي تقول إنها عاداتنا وتقاليدنا!! وأن الغرب صدر لنا فكرة منع ختان البنات ليقضي علي هويتنا الخاصة ويحولنا لمجتمعات منفلتة إباحية علي حد قولهم.
أفلا نستحي أن نتمسك بعادات بالية مدمرة ونتنازل عن تلك التي ترفع قيمة الإنسانية وتعظم العلاقات الإنسانية؟!هل من العقل والمنطق أن ننسب لأنفسنا عادة ختان بناتنا التي تحط من آدميتهن ولا تثق في عفتهن إلا بتقطيع لحمضهن وتعريضهن للخطر والمرض النفسي والجسدي؟!الأعجب أن نستميت في الإبقاء علي عادة سلبية بينما تنفرط من أيدينا الكثير والكثير من عاداتنا وتقاليدنا الجميلة!!فلنراجع أنفسنا ونحكم عقولنا ولا ننجح لعاداتنا وتقاليدنا.
[email protected]