الناس تأكل ولا تسأل كيف؟ولماذا؟الفقراء مطحونون,ليس لديهم وقت إلا للبحث عن الرزق,وليس لديهم مال إلا للقوت الضروري,بينما تتناول القلة القادرة الثمارالأورجانيك-الأغذية المزروعة بالسماد العضوي الخالي من أي كيماويات-نجد الأغلبية العاجزة تأكل الثمار بالكيماوي والرشومافيشمشكلة المرض موجود موجود,لكن هناك أقلية أخري أكثر عجزا بعيدة عن الأضواء يأكلون الثمار المروية بمياه الصرف الصحي الملوثة غير المعالجة,ينهشهم المرض ولا يحميهم أحد منذ ثلاثين عاما..إنهم أهالي ترعة الصف.التي شقت عام1987 وتبدأ من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في منطقة عرب أبو ساعد,وتستقبل تلك المحطة الصرف من خمس مناطق هي(طرة البلد-المعصرة-حدائق حلوان-حلوان-15مايو) ولأن الكثافة السكانية بهذه المناطق تخطت بكثير الطاقة الاستيعابية للمحطة أصبحت الكميات التي تستقبلها المحطة تربو علي600ألف متر مكعب يوميا,في حين أن الطاقة الاستيعابية للمحطة 350ألف متر مكعب يوميا,فكانت النتائج مرور250ألف متر معكب مياه غير معالجة تفسد بدورها ما تمت معالجته.
كان من المقرر استغلال تلك المياه في زراعة غابة شجرية مساحتها 5آلاف فدان في الظهير الصحراوي لمركزي الصف وأطفيح وريها.ومن هنا بدأت رحلة المعاناة في الاستصلاح واستنزاف الطاقات والأموال في الزراعة المحصولية(محاصيل تؤكل),وهو ما يخالف نصوص القانون,فالثمار لا يجب أن تروي بمياه الصرف الصحي المعالجة والتي تصل خطورتها إلي درجة السمية في بعض الأحيان,وفي كل الأحيان تصيب الإنسان بأمراض الكبد والكلي وغيرهما,وللأسف تكمن المشكلة في عدم التزام الجمعيات الزراعية والأهالي بزراعة أشجار خشبية طبقا للغرض الذي تم شق الترعة من أجله ويصرون علي زراعة الخضروات والفاكهة وتسويقها للمناطق المحيطة,والناس تأكل ولا تفكر وليس لديها الوقت للتفكير.الفقراء يبحثون كيف يشبعون البطون الجوعي ولا يهتمون بنوعية ما يستقر في أمعائهم ولا يعلمون أنهم يأكلون الموت,ولا توجد جهة رقابية واحدة تقوم بمهمتها في منع تلك الجريمة من الاستمرار وتدمير صحة آلاف البشر فلا الشركة القابضة لمياه الصرف الصحي تهتم بتوسعة المحطة أو تخفيف الحمل عنها بإنشاء محطة أخري,ولا وزارة الزراعة التي تجرم ري الثمار بتلك المياه تتخذ أي إجراء ضد المزارعين,ولا المجتمع المدني يقوم بدوره في نقل الوعي بمحاظر ما يحدث لقد,تحول المشروع إلي كارثة ولا يتبقي سوي سؤال صغير:كم عاما آخر سننتظره حتي تتحرك الجهات المسئولة؟.
المحررة
[email protected]