وغدا يدركنا الحب أو ندركه, وعلي أي الحالين ستشرق شمسه لتغير وجه الحياة في مصر… لكن متي يأتي هذا الغد؟ لا أحد يعلم, وغياب العلم لا يعني غياب الأمل, إنما يعني العمل من أجل حياة أفضل, هذا ما ثار في ذهني عندما قرأت منذ أيام مقالا تحت عنوان بطاقة عيد الحب للأستاذ جلال عامر في جريدة المصري اليوم… فكتب ساخرا متشائما: المصري يخوض حرب الثلاث وجبات منذ قيده في شهادة الميلاد, وحتي خروجه من بطاقة التموين, وفي عيد الحب سنراعي المنافسات القانونية بين الغرز علي الطريق السريع, ونبيع المصانع ونحتفظ بالمداخن للذكرة الخالدة, والأمل في توشكي, فنملأ المنخفض بالماء ونضع فيه الشبة والبرمنجنات ونحوله لأكبر طشت نحاس, واللي عنده التهابات يقعد فيه تشجيعا للسياحة العلاجية.
أما أنا فأقول سيأتي اليوم الذي يهوي المصريون فيه نيلهم ويقدسون مياهه, وغدا سيعشقون الحياة فلا يخربونها تحت دعوي الانتقام من القهر أو الثائر من غياب العدالة, إذ لا يملكون سوي البيئة المحيطة بهم ليثأروا منها, وغدا ستهتز الضمائر فتقلع المستشفيات عن طرد من في أحضانها لقلة الموارد.
ولأنني لست من دعاة التشاؤم أوجه في عيد الحب دعوة لكل من يملك حب الحياة في قلبه, فلنعشقها قبل أن تفر من أيدينا وآنذاك لا عودة, فيا أصحاب المصانع التي تضع فلاترها نهارا وتدور آلاتها عارية منها ليلا أحبوا الحياة, فأنتم وذووكم جزء منها, ويا صانع القرار كفانا لجانا وخططأ فلا متسع إلا للعمل الجاد ويا رواد النيل لقد صار نيلنا رغم عمقه عاجزا عن غسل جرائمنا في حقه, ولن تفلح القوانين بدون حب.
ويا كل المصريين البيئة هي الحياة فإما حب أو هلاك.
إنها دعوة لحب الحياة في عيد الحب.
[email protected]