تقول مجلة الأيكونوميست الإنجليزية:إذا وافقنا علي التفسير القدري للأزمات,.يجب أن يحظي النظام المصري بالكثير من سوء الطالع ليمكنه الجمع بين أزمات القمح واشتعال أسعار السلع الأساسية وتهديد مياه النيل وتفشي التهاب الكبد وانقطاع التيار الكهربائي وأزمة المرور وحوادث القطارات إلي آخر مسلسل الأزمات التي أصبح من الصعب أحصاؤها.لكن المجلة تري أن سوء الطالع ليس المسئول ولكنه انعدام التخطيط..آخر نتائج انعدام التخطيط ما أثير حول التسرب الإشعاعي من مفاعل إنشاص…والذي جاءت كل التصريحات تؤكد عدم صحة هذه المعلومة بينما يجلس المواطنون في صفوف المتفرجين لايعرفون عن الحقيقة شيئا ولا يعلمون الصادق من التصريحات لكنهم يقبعون في منازلهم ويسعون خلف أقواتهم يدورون بين رحي الأزمات المنهالة عليهم والتي بات معظمها ينتمي للقطاع البيئي.
واليكم قراءة في التصريحاتأثناء التشغيل تعطلت إحدي الطلمبات الخاصة بتبريد المياه في المفاعل,وتدخل فريق الإصلاح علي الفور,وتم الإصلاح في نفس اليوم وعلي وجه السرعة..مدير المفاعل الدكتور عبد الرحمن القفاص ومدير التشغيل قاما بتشغيل المفاعل دون أن يحصلا علي إذن الأمان بالتشغيل من هيئة الأمان النووي حسب القانون الجديد,وهذه مخالفة خطيرة,في ظل القواعد الجديدة للقانون النووي..لم يحدث أي تسرب إشعاعي..وما تردد عن غياب مدير التشغيل غير صحيح,ولكن عملية التشغيل لم تتم حسب القواعد وكانت هناك ثقة زائدة من البعض,وهذه الثقة أدت إلي أخطاء بهذا الحجم.
تلك هي تصريحات الدكتور محمد القللي,رئيس هيئة الطاقة الذرية,للصحف ولكن كيف يقوم مدير المفاعل بتشغيله دون إذن من مدير التشغيل المختص؟!وإذا كانت الثقة زائدة علي حد تعبير الدكتور القللي وإذا كانت الأخطاء بنفس حجم الثقة فما هي تلك الأخطاء ما دام التسريب لم يحدث؟!لسنا متخصصين في الطاقة النووية ولكننا نعيد قراءة ما تم التصريح به قراءة متأنية ربما نصل لحقيقة الأمر.
للأسف هناك خلافات شخصية,وتربص بين العاملين بالمفاعل,ومعلوم للجميع أن هناك صراعات شخصية بين الأطراف المسئولة هكذا قال القللي,والحديث يطرح علامات استفهام خطيرة..فهل يخضع مفاعل ذري للخلافات الشخصية التي نعلم جميعا كم تؤدي إلي كوارث؟كيف يمكن أن نطرح تصريحا خطيرا مثل هذا علي الرأي العام لنؤكد توغل الخلافات الشخصية وسيطرتها علي جهاز خطير في الدولة مثل المفاعل النووي.
والعجب كل العجب أن علي مصر ملاحظات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تضعها في ذات الخانة مع كوريا الشمالية لكن ليس لنواياها العسكرية وإنما لإهمالها في شأن الأمان النووي والحوادث العديدة التي وقعت في العقد الأخير بسبب الإهمال وسوء التخطيط..
صرح أيضا الدكتور القللي رئيس هيئة الطاقة الذرية أن مدير المفاعل محال لمجلس التأديب والمجلس هو الذي يقرر العقوبة فور انتهاء التحقيقات وهل ستأتي العقوبة بقدر حجم الخطأ خاصة وإن رخصة مدير المفاعل وطاقم التشغيل كانت منتهية الصلاحية ولم يتم تجديدها بعد… ورغم الأخطاء المهنية الجسيمة التي تم التصريح بها إلا أننا نجد دائما ما يخرج علينا المسئولون بعبارات الطمأنة لكن أين معلومات التوعية؟أين تفاصيل الأمور التي يبحث عنها المتخصصون والمهتمون الذين يقع علي عاتقهم تنوير المواطنين البسطاء.فأين الحقيقة..أم سنصل إليها بعد فوات الأوان.
[email protected]