بقلم: عوفر شيلح
* إن فكرة انضمام إسرائيل إلي حلف شمال الأطلسي طرحت بضع مرات خلال العقود القليلة الماضية وذلك باعتبارها إحدي الأفكار التي ربما تضمن أمن إسرائيل في حال التوصل إلي اتفاق شامل في الشرق الأوسط. لكن يبدو أن تحقيق هذه الفكرة لايزال بعيدا في الوقت الحالي, كما أن الاتفاق الشامل بعيد هو أيضا.
* بناء علي ذلك, فإن نبأ كضم سفينة حربية إسرائيلية إلي قوة دورية بحرية تابعة لحلف شمال الأطلسي بموجب قرار اتخذته قيادة الحلف, الأسبوع الفائت, لابد من أن يصبح نبأ مثيرا للغاية, وذلك في ظل الأوضاع الدولية الراهنة التي تواجهها إسرائيل, التي تتميز بتقليص شرعية عملياتها العسكرية.
* ومن المعروف أن حلف شمال الأطلسي يتعاون مع جيوش دول ليست عضوا فيه, وذلك إما تعبيرا عن تقدير لهذه الجيوش, وإما تعبيرا عن منح جائزة لها في مقابل سلوك حسن, وفي حالة إسرائيل يبدو أن الحديث يدور علي تقدير فقط. غير أن أهمية هذا التعاون تكمن, أساسا, في توقيته, إذ أنه يتزامن مع تفاقم التوتر بين إسرائيل وبعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي, وفي مقدمها تركيا.
* من ناحية أخري, فإن هذا التعاون مع حلف شمال الأطلسي يلزم إسرائيل أن تنصت أكثر لما يقوله حلفاؤها الجدد في كل ما يتعلق بعملياتها العسكرية في المناطق المتاخمة لحدودها, وربما في داخل أراضيها أيضا.