يعتبر القمص فيلوثاؤس فرج إحدي الشخصيات القبطية السودانية المشهورة.. ويقول عنه د.الطيب محمد إنه زميل نشط في ميادين دينية وثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية أنه ترأس أول مؤتمر لحوار الأديان في مطلع التسعينيات. ونشط في جمعية حوار الأديان بالسودان. وهو كاهن كنيسة قبطية كبري بالخرطوم.
أما كتابه فيعد محاولة جادة لشرح مفاهيم دينية مسيحية مجهولة للمسلمين,ولأنه يخاطب المسلمين في المقام الأول لذا يستشهد بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الكثيرة التي تثبت صحة العقيدة المسيحية.
ويشير د.حسن مكي: أن الكاتب يقدم حوارا قائما علي العيش المشترك وعبادة الرب الواحد,ويضيف د,بركات موسي (عميد كلية القانون بجوبا) أن الإسلام لم يجبر أهل الكتاب علي تغيير دينهم,كما يدلل علي الدور الحضاري للنصاري خلال الدولتين العباسية والفاطمية,في الترجمة والآداب والعلوم والطب,وثم سرد عددا من شخصياتهم التي ساهمت في ذلك.
بينما شكر د.تاج السر دوليب القمص فيلوثاؤس لأنه: فسر الفوارق من خلال النصوص الإسلامية,والدعوة إلي تأمل الكتب المقدسة,بسيكولوجية التفكير,الداعي لتركيز التلاقي الودي ين أصحاب الديانتين,وأثني د.أحمد عبد العزيز (وزير صحة سوداني سابق) علي الكتاب واعتبره عملا عظيما وجهدا مقبولا ومشكورا.
من جانبه أعطي د.عثمان جمال الدين عنوانا لتقديمه بقوله الكتاب كلمة وأقنوم من الشمس,يشع نورها,للمحبة حيال الآخر. كما قال د.عبد الهادي عمر (عميد معهد بالخرطوم): إن الكاتب الوقور والمكافح النشط يرسي دعائم المحبة والسلام ثم يشير إلي مؤلفين للأب فرج,وهما شمس الأمل, خواطر قلم ثم يلخص ترجمة حياته,بأنه كان أول دفعة بالكلية الإكليريكية بالقاهرة (1963) وأول دفعة لسيانس الاجتماع بجامعة القاهرة,فرع الخرطوم (1969) وأنه نال تكريما من عدة جهات سودانية منها اتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية. وتم اختياره سفيرا عالميا للسلام. وتسلم وثيقة تعيينه بيد السيدة قرينة رئيس الجمهورية السودانية.
الكتاب
يضم الكتاب خمسة أبواب (25فصلا)
يشمل الباب الأول بحثا من عدة فصول تحت عنوان سر الود والاحترام بين المسيحية والإسلام. ثم يتناول الموضوع بالتفصيل في الباب الثاني,مؤيدا أقواله بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية,والتي تشمل نظرة القرآن الكريم إلي النصاري بالاحترام,وسلامة الإنجيل ورفض دعوي تحريف الكتاب المقدس,وأن القرآن الكريم لم ينسخ الإنجيل وتفنيد الزعم بتحريفه بالعقل والنقل.
يتضمن الباب الثالث بحثا بعنوان التوحيد في المسيحية وفي الإسلام, في أربعة فصول تشمل خرافة ما يسمي بإنجيل برنابا المزعوم,وأسباب رفض المسلمين والمسيحيين له.وأن القرآن الكريم يؤكد علي أن النصاري ليسوا مشركين ولا كفرة,بل هم أهل توحيد واعتمد المؤلف هنا علي نصوص كثيرة من التوراة والإنجيل والقرآن الكريم,عن مفهوم التثليث والتوحيد (عبادة الإله الواحد مثلث الأقانيم).
ويقول الكاتب: فيما يؤكد عدم شرك المسيحيين سماح الإسلام بأكل طعام أهل الكتاب,والزواج بالمسيحيات,بينما حرم ذلك علي المسلمين في التعامل مع المشركين اجتماعيا,ثم ينفرد الكتاب -بالباب الخامس- بتقديم دراسة تاريخية موثقة تحت عنوان: المسيحية في البلاد العربية يسجل فيها الطوائف المسيحية,ودورها في الحضارة العربية,والمسيحيون العرب والكنائس,والقبائل العربية المسيحية بالجزيرة العربية. ويختمها بذكر دور العلماء الأقباط في النهوض بالأدب العربي واللغة العربية.
ومع الإشارة إلي دور أقباط السودان -في هذا المجال- ومنهم عزير التوم وعزير أندراوس,وسعد ميخائيل,وعبده بشاي,ويوسف ميخائيل,ومنير مراد متي,وصموئيل توفيق,وتادرس الفرشوطي,وعدلي منسي,ودور القمص سرجيوس في السودان ومصر.
وبالنسية لما يتردد الآن لدي البعض عن المسيحيين بأنهم مشركون, فذلك راجع إلي عدم معرفة ما جاء من آيات القرآن الكريم بخصوص النصاري, يشير إلي البدع المسيحية المنحرفة التي كانت منتشرة شمال الجزيرة العربية والعراق مثل بدعة تأليه العذراء مريم,وأن الله ثالث ثلاثة (عبادة 3آلهة) وأمثالها وهي ليست من الإيمان المسيحي الذي يؤمن بالتوحيد (راجع كتاب مصباح الظلمة,للقس ابن كبر) وهو ما شرحه الكاتب بالتفصيل.