كشفت الأيام القليلة الماضية عن مخاوف مشروعة من المد الديني داخل مصر يطلق عليهم متشددو التيار الإسلامي ولاسيما السلفيين الذين كشروا عن أنيابهم بسرعة البرق في أول ظهور لهم داخل الحياة المصرية وما قاموا به من حشد لعملية الاستفتاء وإجبار المواطنين علي التصويت بنعم وما أعلنه محمد يعقوب أحد قادة السلفيين من أنها غزوة الصناديق, ومحاولات فرض الوصاية علي أفراد المجتمع الراشدين بحجة تطبيق صحيح الدين .
هذه المعطيات كشفت عن نتائج خطيرة وطرحت العديد من التساؤلات حول خطورة الأوضاع في اتخاذ جماعة لنفسها الحق في فرض سلطتها وتطبيق قانونها الشخصي والالتفاف علي دولة القانون ويعيد للأذهان بداية مرحلة الثمانينيات الدموية التي بدأت بنفس هذه المعطيات وتحولت إلي عنف مسلح ضد المواطنين الأبرياء.. هذا السلوك الاستبدادي يتعارض مع معطيات ثورة 25 يناير في الحرية والعدالة الاجتماعية ودولة القانون , فلماذا لم تتخذ إجراءات ضد من وضع نفسه بديلا للقانون وهيبة الدولة ؟
*معركة السلفيين مع المرأة
يضع السلفيون في اعتبارهم الأول محاربة المرأة باعتبار أنها سبب من أسباب العثرات والوقيعة للإنسان ولا يؤمنون بحقها في المساواة مع الرجل ولا تقلد المناصب العليا لذا نجد تصريح الشيخ محمد حسان بأنه لا يجوز تولي قبطي أو امرأة مسلمة رئاسة الجمهورية وتفرض الجماعة السلفية النقاب علي المجتمع كله مثلما أشيع يوم الثلاثاء الماضي بتوعد أية امرأة متبرجة وهنا نرصد بعض وقائع شهيرة ضد المرأة:
عايزة حقي من السلفيين
تقول الزميلة هدي رشوان الصحفية بالمصري اليوم إنها تعرضت لأزمة من قبل السلفيين حيث روت تجربتها قائلة أنهيت عملي بالجريدة ثم توجهت إلي منزلي في مدينة الرماية ومع اقترابي من منطقة الطالبية بالقرب من مسجد السلام المعروف أنه مقر لعدد من الجماعات الإسلامية والسلفية, فوجئت بمظاهرة تعترض طريقي, يتزعمها مطلقو اللحي, لتعود لافتات الإسلام هو الحل ونريدها دولة إسلامية بعد أن اختفت بفعل ثورة 25 يناير, وشعارها الشعب يريد إسقاط النظام, وتولي عدد من المشاركين في المظاهرة توزيع مطبوعات علي المارة وقادة السيارات, حصلت بهدوء علي نصيبي منها, وأكملت طريقي, فإذا بآخرين يقطعون طريقي ويعرضون علي الأوراق نفسها, حاولت أن أقنعهم بأنني حصلت علي نصيبي, فإذا بشاب يستوقفني مصرا علي إعطائي مطبوعاته, وعندما رفضت انتفضت عروقه كلها بنظرة حملت كره الدنيا كلها ثم بصق علي وجهي.. نعم بصق علي وجهي, هكذا بكل بساطة.. لم أشعر بالإهانة والمرارة والغيظ في حياتي مثل هذه المرة…ولم أعرف كيف أتصرف, انهمرت في البكاء بهستيريا شديدة.
سألت نفسي: لماذا يحدث هذا في أعقاب ثورة لم تفرق بين محجبة وغير محجبة, بين مسلم وقبطي؟! هل مجرد رفضي ورقة يدفعه للتعامل معي بكل هذا القدر من الحقد والغل والعنف؟وكيف يتعامل هكذا وهو يقدم نفسه باعتباره الأفضل لتولي الحكم؟وكيف يدعو هؤلاء لتنظيم أمور مصر بعد الثورة التي أخرجت الشعب من الظلمات إلي النور, وهم غير قادرين علي ضبط النفس في إشارة مرور؟وماذا يفعلون مع غير المحجبات إذا تولوا حكم مصر؟ هل يفرضون عليهن الحجاب أم يحرقونهن في ميدان عام؟ كيف لهؤلاء أن يحلوا مشاكل المواطنين ويحافظوا علي كرامة المصريين في الداخل والخارج وهم ينتهكون الكرامة؟
*الاعتداء علي مسيرة المرأة في عيدها
صفاء عصام الدين الصحفية بجريدة الشروق تحدثت عن تجربتها عندما ذهبت لتغطية مسيرة المرأة المصرية للاحتفال بيوم المرأة العالمي حيث تجمعت مجموعة من النساء أمام نقابة الصحفيين حتي ميدان التحرير..
تقول صفاء:إنه من غير المقبول أن تعامل المرأة بهذه الطريقة من قبل الجماعة السلفية التي لم يكن لها ظهور أثناء الثورة بل رفضت الخروج علي الحاكم في حين أن المرأة شاركت طوال فترة الثورة وناضلت من أجل الحرية والديموقراطية واسشتهدت 20 فتاة فليس من المقبول بعد هذه التضحيات أن تتنازل عن حقوقها أمام جماعة تسعي لفرض سيطرتها وتخسر معركتها من أجل الحرية أمام تيار سلفي يرهب المواطنين ولا يعترف بالديموقراطية.
قانون السلفيين يتحدي الدولة
وأمام هذه التحديات لاستهداف المرأة أصدر المركز المصري لحقوق المرأة بيانا بعنوان ## قانون السلفيين يتحدي قانون الدولة ويرهب النساء في مصر.. أعرب المركز عن قلقه من حادثة محافظة المنوفية التي تعد سابقة خطيرة في تحدي دولة القانون في مصر والتي تمثلت في حصار نحو 350 من السلفيين منزل سيدة في مدينة السادات بالمنوفية, واقتحم عدد منهم المنزل وطردوها منه وألقوا بالأثاث في الشارع وأحرقوه وهددوها بالقتل في حالة الرجوع لمنزلها مرة أخري, وكان ذلك بادعاء ممارسة أعمال منافية للآداب, ولم يجدوا أحدا لديها في المنزل فأخرجوها عنوة.
* وقائع جسيمة
في جامعة الأزهر, فرع المنصورة, رصد رامي رشدي, قيام مجموعة من الطالبات غير المنتميات للتيار الإسلامي بالاعتراض علي ما تقوم به البنات المتنقبات , من اعتراض طريقهن والتعليق علي أزيائهن وإلزامهن بارتداء النقاب أو الخمار, الطالبات عرضن الأمر علي عميد كلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة, لكنه لم يتحرك ولم يستطع أن يقف في وجه الطالبات المنتقبات, الأمر تكرر في كلية بنات الأزهر بالزقازيق لكن بعنف أشد, فقد نشبت مشاجرة بين طالبات منتقبات و5 طالبات يرتدين الجينز, بسبب اعتراض المنتقبات علي ملابسهن, ورغم أن طالبات الجينز قلن للمتنقبات إن الكلية للبنات فقط ولا يوجد شباب, إلا أن المنتقبات اعترضن ونظمن اعتصاما مطالبات بفصل فتيات الجينز. الأمر في جامعة الأزهر بالإسكندرية كان أشد عنفا وخطرا في آن واحد, فقد قامت المتنقبات بتشكيل لجان شعبية بحجة حماية منشآت الجامعة, وقمن بتفتيش الطالبات غير المنتقبات تفتيشا ذاتيا ولم يسمحن لهن بدخول المدينة الجامعية إلا بعد ارتداء الزي الملتزم.
*الأضرحة والمقاهي بالفيوم
شهدت قرية قصر الباسل بالفيوم الاثنين الماضي مشاجرة بالأسلحة النارية بين مجموعة من السلفيين والأهالي بسبب محاولة السلفيين منع الأهالي من الجلوس علي المقاهي الاحتساء البيرة , أسفرت المشاجرة عن مقتل عامل وإصابة8 وانتقلت قوات الشرطة والجيش للسيطرة علي الموقف. وكانت الأحداث وقعت عندما قام مجموعة من الملتحين بالمرور علي مقاهي القرية وحاولوا منع الأهالي من الجلوس عليها وحطموا المقهي والمقاعد واشتعل الموقف وتجمعت العائلات وتم تبادل إطلاق الرصاص بكثافة بين الطرفين أدي ذلك لمصرع أبو حامد عمر عبد الواحد – 23 عاما – وإصابة ثمانية آخرين .
وتستمر الحرب الساخنة بين السلفيين والصوفيين نتيجة محاولات السلفيين هدم الأضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين وهذا ما حاولت القيام به مجموعه من السلفيين بمدينة هوارة وتدخل الاهالي لمنعهم بعد اشتباكات بين الجانبين .
وأخيرا مظاهراتهم لاستعادة كاميليا شحاتة وتأجيج نار الفتنة رغم الظرف الراهن الذي تمر به مصر.