في حياتي أحداث ومواقف أقف أمامها مشدوها ومنبهرا من إعجاز الخالق…وأروي لكم ثلاثة أحداث هي نوع من الأساطير.
أصبت خلال حياتي بثلاثة أمراض في مراحل سنية مختلفة وكلها أمراض مزمنة لاشفاء منها ومضاعفاتها مميتة…منها قرحة في الاثني عشر, وقال طبيب إنجليزي إنه إذا استأصلها سوف تعود مرة أخري بسبب طبيعتي العصبية وبسبب عملي المتوتر في مجال الصحافة. ثم أصبت بمرض السكر وهو وراثي عن أسرة والدي…وأخيرا أصبت بمرض الروماتويد الذي يهاجم المفاصل ويدمرها فتتشوه الأطراف ويستحيل استخدامها هذا غير الآلام الرهيبة. وهذه الأمراض الثلاثة تعاني منها البشرية منذ آلاف السنين ولاعلاج لها, وبمجرد أن يداهمني كل مرض منها تحدث المعجزة ويظهر دواء فجأة يقضي علي مضاعفاته فيبقي المرض ساكنا بغير هذه المضاعفات علي الإطلاق…سبحان الخالق.
الأسطورة الثانية أن حماتي حرمت من إنجاب البنين وزرقت بأربع بنات, وعانت الأمرين من أهل زوجها لأنها لا تنجب البنين حتي أنها بعد وفاة زوجها تركت بيتها المملوك لها واستأجرت شقة في مكان بعيد. وكبرت البنات وأكملن تعليمهن وتزوجن. وفي مرضها الأخير تجمعت الأسرة حولها, وفي مثل هذه المناسبات يكون التجمع دائما من النساء…وانتبهت إلي أن الشقة مزدحمة لآخرها بالرجال والشباب فهم أزواج بناتها وأحفادها…وحتي من كان منهم يعمل خارج البلاد تواجد بالصدفة في القاهرة…سبحان الخالق.
الأسطورة الثالثة تتمثل في ابني وهو طبيب متخصص في أمراض السرطان, وفاجأني بأنه أخذ عهدا علي نفسه بألا يتقاضي مليما من مريض بهذا الداء فيكفي المرضي الآلام وجنون أسعار الدواء, وعاش فترة قاسية هو وأسرته بسبب ضيق ذات اليد, ولم يتراجع عن عهده. وبعد عامين من حصوله علي الدكتوراه من الدانمرك التقي بأساتذته في مؤتم طبي في إسكتلندا فطلبوا منه العودة إليهم والعمل في الدانمرك…وقد حدث ذلك بالفعل منذ عشرة أعوام. الغريب أن الدانمرك من الدول النادرة التي لا توجد فيها علي الإطلاق عيادات خاصة إلا عيادات الأسنان, فالعلاج هناك مجانا بسبب التأمين الصحي الشامل فالعامل هناك يلقي نفس العلاج الذي تأخذه الملكة. وفي مقابل حظر العيادات الخاصة يأخذ الأطباء مرتبات مرتفعة جدا, وتحقق العهد الذي قطعه ابني علي نفسه حتي في البلاد البعيدة…سبحان الخالق.