لم يدهشني موقف الجماعات الصوفية المتضامن مع شباب التحرير والرافض لانتكاسات السلفيين والإخوان المسلمين يرفض المتصوفة الأنشطة الروحية التي تنحدر إلي مناورات السياسة ودهاليز ومسالك البحث عن السلطة والحكم. لم يدهشني هذا الموقف فلدي حكاية تشهد علي عمق طهارتهم.
منذ أربعة عقود أو أكثر طلب مني رئيس تحرير مجلة طبيبك الخاص الأستاذ محمد رفعت-وكنت سكرتيرا للتحرير-أن أتشفع لدي الدكتور جمال ماضي أبو العزايم مدير مستشفي الأمراض النفسية والعقلية بأن يخفف من غضبه بسبب خطأ فادح ارتكبته حكيمة بالمستشفي عندما تهجت في اجتماع عام لكل الأطباء والحكيمات وهاجمت مدير المستشفي بألفاظ تضعها تحت طائلة عقوبة صارمة. وكانت علاقة التواصل بيني وبين الدكتور أبو العزايم تسمح بمثل هذه الشفاعة, غير أن فداحة خطأ الحكيمة وضعتني في موقف حرج للغاية خصوصا أن المجموعة التي في صحبتها أثناء لجوئها إلي المجلة كانت تدين تصرفها بشدة.
زرت د. أبو العزايم في عيادته الخاصة بميدان الفلكي(باب اللوق) وبمجرد جلوسي معه أخبرته بسبب زيارتي فسألني سؤالا واحدا لا غير هل جئت خصيصا لهذا الموضوع؟ ثم قالالخطأ فادح…وزيارتك ثمينة واعتبرها اعتذارا…وفاجأني بتسامح يجسد مصالحته مع نفسه ومع الآخرين وبسماحة روحية فوق طاقة البشر حيث قال باختصار شديد مالم أكن أتوقعهاعتبر أن الموضوع كأن لم يكن إنه العفو عند المقدرة.
ملحوظة:دكتور جمال ماضي أبو العزايم مؤسس الجمعية الصوفية العزمية…والحكيمة مسيحية.