تلقيت مكالمة تليفونية ساخنة ومؤثرة من واشنطن وكانت المتحدثة عايدة سالم التي تعمل في وزارة الخارجية الأمريكية وهي شقيقة زوجتي.
قالت عايدة وهي مرتبكة وباكية.. ماذا يحدث عندكم في مصر؟.. لا أستقبل خبرا واحدا يطمئنني علي بلدي, كل التحولات الضرورية في طريق التصحيح متجمدة, غالبية التيارات السياسية تتصارع من أجل مصالح شخصية مغلقة, التيار الديني كما أتابعه يستميت في استغلال فرصة يري أنها نادرة ولن تتكرر بغض النظر عن رغبات الجماهير وخصوصا شباب ميدان التحرير, قضايا محاكمة الفساد في سبات عميق, الفتن تستشري وفي منتهي النشاط.
وفوجئت بها تصرخ بانفعال شديد.. حرام عليكم, أنا لا أنام والقلق يقتلني.. المجلس العسكري أمامه طريق ممهد ليدخل التاريخ وتخلد أسماء قادته مثل عرابي وسعد زغلول ومصطفي كامل.. فما بالهم يتلكؤون في عمل إنجازات جذرية تتناسب مع ثورة شعب استيقظ بعد إغفاءة طويلة دامت عدة عقود.
وبعد عتاب مرير قالت: إذا كنتم تتمتعون بهذه الصراعات فعليكم أن ترحموا مشاعر المصريين في الخارج.
أغلقت عايدة سماعة التليفون.. ومن شدة انفعالها نسيت أن تقول كلمة وداع.
دخلت في دوامة من التفكير العميق وأقول لنفسي.. معك كل الحق فأنا أيضا لا أنام.