سبق أن كتبت هذا الرأي في عدد سابق من وطني وأعيد اليوم نشره لأهميته القصوي, وملخصه حول وضع الإعلام الحالي وملكيته…وأضيف هنا وضع الصحف القومية وملكيتها.
لا يغيب عن الأذهان أن الدولة هي كل ما في الوطن من مؤسسات وأنشطة وأفراد…ومن بين هذه المؤسساتالحكومية التي تتولي الأنشطة التنفيذية. وفي بعض الدول وخصوصا في العالم الثالث تتضخم الحكومة وأقولتتورم لتصبح هي كل الدولة…حتي أن بعض الصحف القومية تنشر بابا ثابتا تحت عنوانأخبار الدولة مع أن الأخبار المنشورة كلها عن الحكومة.
ما يعنينا هنا أن الحكومة تصبح وحدها هي المهيمنة علي الإعلام من إذاعة وتليفزيون, بالإضافة إلي الصحف القومية في مصر بالذات…وكلها تأتمر بأمر الحكومة المالكة والمتصرفة الوحيدة في كل ما ينشر ويذاع, وهي المتصرفة أيضا في مقدرات العاملين في هذه المؤسسات بضمان وظائفهم…ويصبح من أعراض هذا الالتباس والخلط نشرالأخبار المغلوطة والمفبركة والمدسوسة وكذلك التعتيم لمصلحة الحكومة…لهذا فإن الإعلام والصحافة الحكومية لا تسمع ولاتري إلا بعيون وآذان الحكومة.
وأثق أن هذه المؤسسات ستواصل تزييفها للمعلومات كما كانت تماما, إلا إذا تغيرت ملكيتها وعادت مملوكة للدولة وليس للحكومة…وأن تصبح مستقلة تماما برئاسة مجلس أمناء من شخصيات عامة لها ثقلها ومن بعض العاملين فيها بالانتخاب, كما هو الحال في دول العالم المتقدم…بعدها سأعود قارئا ومستمعا ومشاهدا لهذه المؤسسات التي ستصبح لها مصداقية.