أصارحكم أنني كنت في قمة القلق عندما تولي د. عصام شرف مسئولية رئاسة الوزارة في ظروف تحولات ضخمة في بلد يعاني من الحمي والخراب, وهو بالنسبة لنا جميعا وجه بعيد عن لعبة السياسة.. وكانت تأكلني الريبة والشكوك.
نظرت إلي زوجتي بعتاب واثق وقالت: هذا الرجل أعرفه عن قرب من خلال معاملات مباشرة, فقد كان ضيفا مكرما علي مكتبي قبل أن أخرج إلي المعاش, وكان هو أستاذا في كلية الهندسة وصاحب مكتب هندسي للاستشارات, وكنا في هيئة الطرق والكباري نستفيد بعلمه وفكره ونزاهته وأمانته.. كنا أيامها نتعامل معه كعنصر مؤتمن وموضع ثقة كاملة, وتم اختياره ليكون وزيرا للنقل والمواصلات, ولم يمكث في الوزارة إلا ستة أشهر بسبب نزاهته وشرفه, هل تعرف لماذا؟.. نظرت إليها متفاجئا لحماسها ولأنها تقتحم تشاؤمي بثقة.
قالت: اتخذ موقفا صارما في مشكلة العبارة التي غرقت وغرق معها أكثر من ألف فرد عائدين من رحلة الحج.. واتصل به زكريا عزمي وطلب منه أن يطبخ الموضوع, ولكنه رفض بحزم, فقال له زكريا عزمي إنه يكتب نهايته في الوزارة بيديه.. وقد كان.
نظرت إلي زوجتي وقالت بيقين: إن هذا الرجل لا يعرف السياسة, ولكنه يعرف الكياسة والحق والعدل.. وستجد مصر علي يديه مخرجا.
قلت في سري متمتما.. يارب حقق أحلامنا, فيبدو أن شرف سيحكم مصر بشرف.