قال أديب أمريكي في مقال له إن بلاده حرصت علي تقيم تمثالا للحرية علي الساحل الشرقي وأنه يري ضرورة إقامة تمثال آخر علي الساحل الغربي عن المسئولية. وهذا الكلام منطقي وضروري فالحرية وحدها تعني الفوضي, والحرية معناها الالتزام وهي منضبطة بحرية الآخر ولها حدود بسلامة المجتمع.
وما حدث في مصر خلال الفترة الأخيرة كان رائعا وعلي مستوي عال من التعبير الحر المسئول وحظي باحترام العالم كله وإعجابه واحترامه…ولأنه تعبير ملتزم حقق معظم أهدافه وأكثرها أهمية وهي تغيير النظام كله بما في ذلك رئاسة الجمهورية, وكشف موضع الداء والفساد والمفسدين وتقديم معظم المسئولين عن الفساد إلي القضاء.
وإلي هنا لنا وقفة…لأن التمادي في فرض سطوة الشارع في مرحلة تحولات ضخمة من حكم سلطوي إلي حكم ديموقراطي حقيقي, وتعديل بعض نصوص الدستور تمهيدا لوضع دستور جديد, وعودة مؤسسات الدولة إلي ممارسة نشاطها ومنها مؤسسة الشرطة وفرض الأمن في الشارع بمفاهيم جديدة…كل هذا يستلزم الانضباط والهدوء والتروي…وأؤكد أيضا اليقظة والترقب من غير غوغائية.
نحن أقمنا تمثالا للحرية في ميدان التحرير…وفي حاجة ملحة لإقامة تمثال آخر للمسئولية.