كانت زوجتي تلبس نظارة مسافات طوال عمرها, وعندما تخطت سن الستين تحسن نظرها جدا, واستغنت عنها تماما.. هذا علي عكس ما حدث معي, فكنت حاد النظر, أما في سن الشيخوخة فاستخدم نظارتين, إحداهما للقراءة والأخري للمسافات.. فماذا يحدث؟.. دائما دائما أنسي مكان النظارتين, وتبدأ قافلة البحث عنهما من كل من في البيت, وصدقوني هي رحلة شاقة جدا, تارة يجدون إحداهما علي رف معاجين الأسنان في الحمام, وتارة يجدونها في غسالة الملابس داخل جيب أحد القمصان.
الأسهل من ذلك ضياع المحمول وما أكثره في البيت.. نقوم علي الفور بطلب رقم المحمول الضائع فنعرف مكانه من رنينه.. ومنذ أيام لم نسمع صوت رنين تليفون ابنتي رغم طول البحث, وإذا بنا نسمع رنين مكالمة من الخارج, وكان صوت البواب, فهو يملك جهاز محمول أيضا.. وإذا به يقول: صوت تليفون الدكتورة يرن منذ مدة طويلة داخل سيارتها.
الأظرف من ذلك أن والدتي -رحمها الله- كانت تستعمل عصا تساعدها علي المشي, هذا طبعا غير النظارة الضائعة, ذات يوم تم تجنيد البيت كله للبحث عن العصا, وبعد جهد شاق وجدناها ملقاة علي الأرض بجوار أحد الحوئط!!
هل أحدثكم عما تفعل معنا حفيدتي -6 سنوات- فلها هواية غريبة وهي تخبئ كل ما تجده مما خف وزنه.. هل أجد حلا عند القراء الأعزاء؟.. لقد اكتشفت بعد هذا العمر الطويل أن الصحافة ليست وحدها مهنة البحث عن المتاعب!!