+ مشوار وتدبير:- ##فأتي إلي مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه. وكانت هناك بئر يعقوب فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا علي البئر وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب. لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلي المدينة ليبتاعوا طعاما## (يو4: 5- 8). لقد كان تجسد الابن هو بداية لمشوار الفداء والخلاص للبشرية جمعاء ومع أنه مشوار طويل وعدو الخير يريد أن يعرقله كما يعرقل كل خير لصالح البشرية فالسيد صدمه بجلسته علي البئر وتدبيره الحسن, فالمخلص جاء ليعطينا سلاحا روحيا نحارب به إبليس, كما ينصحنا القديس بولس قائلا: ##البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم, بل مع الرؤساء, مع السلاطين, مع ولاة العالم علي ظلمة هذا الدهر, مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا## (أف6: 11- 13). فشكرا للتدبير الإلهي الذي كان أقوي فالجلوس عند البئر لا لكي يستريح جسديا, وإنما لينتظر من كانت تئن من الخطيئة ليعطيها راحة وسلاحا تحارب به إبليس وهو ماء الحياة, فهذا هو التدبير العجيب الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون, فالمشوار خاص بالخلاص والتدبير كان لاستقبال فاقدي الأمل, ليعطيهم أملا وحياة. حقا إنه الطريق والحق والحياة.
+ وحوار كبير:- ##فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية, لأن اليهود لا يعاملون السامريين. أجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله, ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا. قالت له المرأة يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة, فمن أين لك الماء الحي## (يو4: 9- 11). لقد بدأ الحوار ساخنا من المرأة السامرية وهي معصوبة العينين ومظلمة الفكر وسليطة اللسان متعصبة لجنسها ووطنها مع إنها مسلوبة الإرادة فيه, ولكن نعمة الابن المتجسد احتملت ضعفها وتسلسلت معها في الأفكار حتي طلبت المرأة الماء الحي لكي لا تعطش وأخرجت من داخلها كل ماهو معطل لطريق الإيمان والخلاص فاعترفت وتركت وخرجت من أمام السيد تنادي به أنه المسيا المنتظر واقتربت منه بخطوات بعيدة عن التعصب وسألته أين السجود الحقيقي؟ وكيف تكون العبادة؟ وكأنها تسمع لكلمات الكتاب التي تقول: ##فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم. اقتربوا إلي الله فيقترب إليكم. نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين. اكتئبوا ونوحوا وابكوا ليتحول ضحككم إلي نوح وفرحكم إلي غم. اتضعوا قدام الرب فيرفعكم## (يع 4: 7- 10). فنعم الحوار الذي كان أحد طرفيه المخلص الهادي الذي احتمل المرأة السامرية بكل ما فيها من عيوب ليخرج بها إلي شاطيء الأمان والإيمان وتتحول من تعيسة إلي قديسة.
+ وإيمان وتطهير:- ##فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد أنه قال لي كل ما فعلت. فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم, فمكث هناك يومين. فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه. وقالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن, لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم## (يو4: 39- 42). شكرا للرب الذي حول هذه المرأة التي كانت عنوانا للشر والرذيلة والتعصب الأعمي إلي امرأة خادمة تنادي بالإيمان لكل أهل بلدتها فكانت كلمات الرب لها سببا في تطهيرها من خطاياها وكانت ثمارها الإيمان التي ذهبت تنادي به وتفتخر أن المخلص قبل اعترافها وأنار بصيرتها وجعلها تبشر به أمام أهل مدينتها وكأنها تنادي مع المزمور: ##افتخروا باسمه القدوس لتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب. اطلبوا الرب و قدرته التمسوا وجهه دائما## (مز105: 3- 4). إنه الإيمان العامل بالمحبة هذا الذي جعلها تنادي لأهل مدينتها لكي يقتربوا من السيد حقا كما قال الرسول: ##من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له## (يع4: 17). نعم لقد كان مشوارا مدبرا لأجل خلاص السامرة فحول أهلها إلي مؤمنين تمسكوا بأن يمكث الرب عندهم يومين, وقالوا في إعجاب: هذا هو بالحقيقة مخلص العالم, وكان حوارا كبيرا مع امرأة تحولت إلي كارزة بعد أن اعترفت وتطهرت من خطاياها أمام القدير في الحوار الذي أخرج من الآكل أكل ومن الجافي حلاوة. نعم جاء لتطهيرنا كما يقول الكتاب: ##الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي## (عب1: 3). وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع مستشفي المظاليم.. وزيارة العظيم.. وكلمات الحكيم..
[email protected]
طامية – فيوم