+ ابن وانفصال:-وقال إنسان كان له ابنان, فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته, وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلي كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرفلو15:11-13 إنها الحرية التي جعلت هذا الابن الأصغر يقف أمام أبيه ويطلب أن يأخذ نصيبه وكانت محبة من الأب أن يعطي دون أن يرفض طلب لابنه ولكن للأسف استغل الابن الحرية والحب استغلالا سيئا جعله يرتكب الحماقة وينفصل عن أبيه مصدر السعادة في حياته… أكيد كان هذا الابن يتمتع في بيت أبيه بالحماية والرعاية والعيش الرغد ولكن حينما خرج من تحت سقف بيت أبيه طالبا الانفصال كان معصوم الفكر والذهن والعينين لم ير الطريق فتخلف عن قطار الحرية الأصيل ليمشي في طرقات العالم المظلمة وليذوق طعم الانفصال عن مصدر الحياة الخاصة به وهو أبوه المحب والذي أعطاه حسب طلبه القسم الخاص به من الميراث لقد انفصل الابن عن أبيه في وقت كان يتمتع فيه بحنان الأب وحبه, فياليته كان يسمع للحكيم الذي قاللتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقتجا3:5 لقد اختار الابن الانفصال في وقت غير مناسب فحقق لنفسه آمالا هاوية انجرفت به نحو الفشل والتعب لذلك سمي بالضال لأنه ضل طريق القيم والحق وابتعد عن بيت أبيه.
+ وغربة وانكسار:-وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلي كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف, فلما أنفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج فمضي والتصق بواحد من أهل تلك الكورة فأرسله إلي حقوله ليرعي خنازير وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحدلو15:13-16 هذا هو مصير كل من يخرج من بيت أبيه ويبتعد عن أحضان الأب الدافئة ويتبع مشورة الأشرار فإنه يغترب عن الحب والرحمة وعن القوة والحكمة فهو يمضي في سراب العالم المخزي والفاني الذي اختبره الحكيم فقالومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما لم أمنع قلبي من كل فرح لأن قلبي فرح بكل تعبي وهذا كان نصيبي من كل تعبي, ثم التفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي وإلي التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمسجا2:10-11 صدق الحكيم في حكمته فالإنسان لايجني من ثمار الغربة عن الأب إلا الحرمان والعري والجوع ولا يجني من غربته عن شمس البر سوي التعب والشقاء والظلمة لذا كان واضحا في غربة الابن الأصغر مأساته وشعوره بالانكسار وأنه خرج وراء سراب الصداقة المزيفة ومغرايات العالم الزائلة التي جعلته يشتهي خرنوب الخنازير بعد أن كان أميرا في بيت أبيه يفيض عنه الخبز لقد انكسر في غربته مدللا بذلك قائلاكم من أجير عند أبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعالو15:17 فبئس الانكسار الذي ينتج هن رغبات العالم فينا.
+ ويقظة وانتصار:- اليقظة الروحية هي الرجوع إلي النفس وتصحيح الماضي المظلم وإيقاد شعلة الثورة الروحية علي ظلمة الخطية والانكسار التي نتج عنها العري والجوع والضياع فعبر عن هذه اليقظة السيد قائلا عن الابن أنه رجع إلي نفسه لو 15:17 ثم أكد قرار الرجوع عن طريق ضلاله ليصبح الابن الشاطر بدلا من الابن الضال فقالفقام وجاء إلي أبيه وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع علي عنقه وقبله. فقال له الابن يا أبي أخطأت إلي السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعي لك ابنا فقال الأب لعبيده أخرجوا الحلة الأولي والبسوه واجعلوه خاتما في يده وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فأبتدأوا يفرحونلو15:20-24 لقد انتصر الابن علي ذاته التي خدعته وأخذلته وجعلته يبيت في عالم الغربة وحيدا مهزوما ومخدوعا بل كان مقهورا بفعلته وانفصاله عن أبيه وكان ثمر فوزه علي ذاته قبول الآب له ورجوع الحلة الأولي إليه التي ترمز إلي البر والبنوية والقداسة التي أصبغها مخلصنا علي أولاد المعمودية المقدسة وجعلتهم ملوكا وأمراء بلبس الخاتم والحذاء مفديين بدم الذبيح الأعظم علي الصليب ومغفوري الخطايا والزلات بالأسرار المقدسة التوبة والاعتراف والتناول فتنسكب في قلوبنا فرحة المنتصرين علي موت الخطية ونرجع إلي حياة حرية مجد أولاد الله فتسر بنا السماء وتفرح… عزيزي نحن الآن في حاجة شديدة إلي روح اليقظة والرجوع لكي ننعم بالحياة الحقيقية مع مخلصنا وفادينا, فهكذا ينادي الكتاب علي فم الرسولفي وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص2كو6:2 فنعم اليقظة والانتصار فبهما تحول الضال إلي شاطر.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع مشوار وتدبير وحوار كبير وإيمان وتطهير.
[email protected]