+إرشاد:-
جميلة هي ترتيبات القراءات الكنسية في آحاد الصوم الكبير فهي تعبر بنا في رحلة روحية إلي فرح النصرة والقيامة لذلك كانت قراءات الأحد الأول تتناول إرشادا يقود إلي حياة أفضل مع المسيح الفادي الذي علم وقاللا تكنزوا لكم كنوزا علي الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ولا يسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لاينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا(مت6:19-21) وعلي هذا المنوال خدم جماعة التلاميذ والرسل فكل منهم كان يرشد بحب أبوي وليس في إجبار متسلط فنري الرسول بولس يقول مرشدا لكل المؤمنين كيف تكون الحياة هنا والحياة هناك في الأبديةلاتكونوا مديونين لأحد بشئ إلا بأن يحب بعضكم بعضا لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس. لأنه لاتزن لاتقتل لاتسرق لاتشهد بالزور لاتشته وإن كانت وصية أخري هي مجموعة في هذه الكلمة أن تحب قريبك كنفسك. المحبة لا تصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس. هذا وأنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا(رو13:8-11) فنعم التعليم الذي يرشد في حب إلي حياة أفضل وكيف نصل إليها في حرية مجد أولاد الله, وأكيد الذي أحبنا صادق في إرشاده, وأكيد أن الحب هو أساس وبداية طريق السماء. فمن يكنز بالحب يملك كل السماء فالحب هو الحياة والحياة هي السماء. لذلك رنم داود قائلا:عليك يارب توكلت لاتدعني أخزي مدي الدهر بعدلك نجني(مز31:1).
+وجهاد:-
لايمكن أبدا أن نصل إلي الحياة الأبدية بدون جهاد روحي والتحذير الكتابي يعلمنا في أيام الصوم المقدس أن لانهتم بالحياة الأرضية ونجاهد من أجلها وننسي ما هو أهم وهو الجهاد الروحي الذي يصل بنا إلي الحياة الأبدية كما علم المخلص قائلا:سراج الجسد هو العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما فإن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون. لايقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر لا تقدرون أن تخدموا الله والمال. لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس. انظروا إلي طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن وأبوكم السماوي يقوتها ألستم أنتم بالحري أفضل منها(مت6:22-26).فالصوم جهاد ضد قوات الشر وضد الغرائز المميتة والأفكار المدمرة والشهوات الردية لذلك أوصي الرسول بولس قائلا: قد تناهي الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات(رو13:12-14) ويقول القديس يعقوبلذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فأقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم(يع 1:21) لذلك كان آباء الكنيسة الشهداء والقديسين مثالا لنا في الجهاد فالشكر لمن أرشد وأشار بالجهاد الذي يصل بنا إلي الكنز السماوي…
+وكنز:-
كثير جدا من البشر يسعي نحو كنوز العالم الزائلة ويتعبون ويجاهدون من أجل أن يحصلوا علي أشياء كثيرة يعتقدون أنها ستبقي وتدوم وأمام كل هذه الأفكار يجسد لنا فادينا الحقيقة قائلا:فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس, فان هذه كلها تطلبها الأمم لأن آباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم(مت6:31-33) وهنا يصرح لنا الرب أن هناك كنزا ينبغي أن نجاهد من أجله أهم من احتياجتنا الأرضية وهو كنز ملكوت الله وبره, هذا الملكوت لانحصل عليه بفكر العالم ولا بالشهوات الأرضية وإنما هو عطية من الله للذين يحبونه ويصنعون إرادته كما يقول الكتابكل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه. إذا يا إخوتي الأحباء ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله. لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فأقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم(يع1:17-21).التلميذ يذاكر ويجاهد عاملا بإرشاد معلمه لكي ينجح والعامل يسير بالإرشاد مجاهدا لكي يربح, وهكذا التاجر والفلاح وكل إنسان يسير بالارشاد مجاهدا لكي يحصل علي ثمار جهاده أما المؤمن فله الكتاب مرشدا ويركض مجاهدا في الحياة الروحية لكي يكنز ملكوت الله وبره في السموات حيث الحفظ والحماية والعناية ولنا في ذلك اختبارات كثيرة منها القديس بولس الذي قالقد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا(2تي4:7-8) ما أعظمه كنزا نحصل عليه بعد إرشاد وجهاد روحي مستمر ولاسيما في أيام الصوم المبارك وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع تجربة الكبير…ويأس الصغير…وخدمة وتقدير…
[email protected]